هل قُهرت القاهرة

هل قُهرت القاهرة


مقال بقلم : عبد الفتاح يوسف

الخميس - 4 إبريل سنة 2024 | 7:24 مساءً

لا يخفي علي الكثيرين اهمية عاصمتنا " القاهرة"  التاريخية و قيمتها في السرد التاريخي المصري و العربي  و التي تبلغ من العمر الآن ما يربو على 1044 عام , منذ ان وضع القائد جوهر الصقلي حجر الاساس لها في عام 969 ميلادي . وايضا اكتسبت القاهرة مكانتها بمختلف الحضارات بفضل موقعها الاستراتيجي  منذ فجر الحضارة، وتميزت بصفة الاستمرار ، مع مدينة أون في عهد ما قبل الأسرات والتي كانت بمثابة العاصمة الدينية بعد توحيد البلاد وبداية عهد الأسرات على يد الملك مينا بينما كانت منف هي أول عاصمة إدارية وسياسيه لمصر بعد استقرار الوحدة .

ان القاهرة التي تملك  تنوعاً ثقافياً وحضارياً هي المكان  الذي قهر فيه و منه كل الغزاة من عمق التاريخ الي اليوم وكيف ان عاصمة مصر كانت يوما ما عاصمه العلوم كافة و الاسلامية خاصة للعالم أجمع .

ان القاهرة و التي بها عدد سكان يمثلون اكثر  20% من إجمالي تعداد سكان مصر و التي تعد من اكبر المدن بالعالم العربي مساحه وتعداد سكاني وتحتل المركز الثاني أفريقياً والسابع عشر عالمياً  الان اصبحت  تفقد مقاليد الحكم و الحكومه المصريه كعاصمه للحكم ليذهب كل هذا للعاصمة الادارية .  

ولكن يبدو ان الاصرار علي ان تكون العاصمه الادارية  محلها يجب ان يصعد فوق كل غالي  ونفيس من اجل ان يكون المسؤولين علي حق دون فهم للشخصية المصرية و عظمة تاريخها .

فهل يجب ان يقتل تاريخ مصر العظيم وتهدم مقدرات الوطن الثقافيه و علاماته و مراكزه الروحيه لتبرير المليارات التي تم صرفها في مكان جديد يصلح ان يكون محافظه جديدة هامه  لا عاصمة للوطن  .

إن قرار تغيير العاصمه ليس ملكا لرئيس الدولة الذي ستذهب بيه الانتخابات يوما ما  او حكومه تتغير حسب الضغط الشعبي او اهواء رئيس او بتكتل النواب عليه   بل يجب ان يكون هناك إستفتاء شعبياً علي مثل تلك القرارات .

ربما  يجب نقل الأماكن السكنية بوسط القاهره ويتم تطويرها  او  يتم عمل اماكن شبيهه بابراج العاصمه هنا بوسط البلد لضم مراكز الاعمال  و الادارات الحكوميه بشكل مطور و لكن ان نذهب بكل التاريخ الي مكان اخر   ونستبدل كل شيء  فهو هدم للبدأ من جديد و ليس تطويراً .   فهل ترضي مصر و المصريين بأقل من القاهرة عاصمة لها  فهل تقارن القاهرة العظيمة التي استمرت عبر اكثر من 6000 سنه تملك مقاليد الحكم  لتستبدل بابنة البارحه العاصمه الإدارية و اين مفكرين مصر ومثقفيها من هذا و هل يساق الشعب  دون رأي منه في استفتاء لخسارة عاصمته العظيمة . لا اعتقد ان الرئيس السيسي سيرضي باقل من القاهرة مثل شعبه وربما ان القرارات التي تمرر للمستشارين ليست واضحه او تحتاج لتمريرها علي الشعب للقرار النهائي .


لا توجد أخبار لعرضها.