عندها يحق للسوريين أن يفرحوا

عندها يحق للسوريين أن يفرحوا


مقال بقلم : ضياء الدين اليماني

الأحد - 8 ديسمبر سنة 2024 | 8:55 مساءً


لا ينكر منصف ما تعرض له الشعب السوري لسنوات من بطش وقتل وتهجير وسجن على يد نظام مستبد ظالم ، لم يرحم صغيراً ولا كبيراً ، وساوي بين السوريين في القمع والإبادة ، ولأن إرادة الشعوب لا تموت مهما طال بطش المستبدين ، فقد استطاعت المقاومة السورية بعد سنوات من المواجهات مع هذا النظام ،أن تحرر اراضيها من قبضة الاستبداد والقمع ، ليهرب رأس هذا النظام تاركاً البلاد لأهلها والعاشقين لترابها ، بعد أن تخلى عنه كل داعميه الذين أعانوه على قتل شعبه وتهجيره وسجنه ، فلا تسأل عن فرحة الشعب المقهور بكل طوائفه وابتهاجه بعودة بلاده المختطفة من نظام مستبد تحالف مع كل عدو لشعبه ليبقى له كرسيه ومنصبه ،وقد شاهدت فيديو لاحتفالات المسيحيين بسقوط نظام الأسد وهم يرددون : "واحد...واحد..الشعب السوري واحد.. " 

ولا شك أن سقوط ديكتاتور ظالم قاتل لشعبه ومهجر للملايين منه نعمة عظيمة، ولكن لابد للنعمة من شكر حتى لا تنقلب هذه النعمة لنقمة والمنحة لمحنة، ولن يكون ذلك إلا بالحفاظ على مؤسسات الدولة، وبدء العمل السريع ليشعر المواطن بالتغيير الإيجابي ، ونبذ الطائفية والعنصرية وطمأنة الناس ، ثم اختيار من يتوافق عليه الشعب من الرموز الوطنية الصادقة ليقود البلاد في تلك المرحلة الحاسمة الخطيرة وابتعاد تيار الإسلام السياسي عن المنافسة على الحكم ، فنجاحهم في المقاومة ليس دليلاً على نجاحهم في السياسة وتجاربهم القريبة تثبت ذلك ، ثم اجتثاث التبعيات الإقليمية والدولية التي عانت منها سوريا أشد المعاناة ، والتوحد على المصالح الوطنية الصادقة والتي تشعر الشعب السوري أن الوطن وطنه بلا تفرقة ولا إملاءات خارجية تقسم المجتمع لكيانات وتحزبات ، عند ذلك فقط يحق لأهل الشام أن يفرحوا ويبتهجوا وإلا يكونوا قد نحوا نظاماً ديكتاتوريا ليقضوا على وطن....اللهم ألهم المقاومين رشدهم ووحدهم على الخير واجمعهم على ما ينفع البلاد والعباد.