الفن و دوره فى تشكيل الوعي المجتمعي

الفن و دوره فى تشكيل الوعي المجتمعي


مقال بقلم : أ.د عفاف طلبة

الأحد - 7 يناير سنة 2024 | 12:04 صباحاً

يعتبر الفن أحد أهم أدوات القوة الناعم للوعي المجتمعي التي تساهم بشكل فعال فى تشكيل المجتمع وتؤثر فى وجدانه بشكل مباشر، فهو اللغة الوحيدة التي يستطيع الأفراد من خلالها التعبير عن قضاياهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية

يستطيع الفن أن يبث رسائل مجتمعية عبر منصة الفن خاصة شاشة التلفزيون من خلال مايقدمه من مسلسلات وافلام وبرامج موسيقي

هذه الأداة الخطيرة لها قدرة سحرية للوصول إلى شرائح مختلفة وكثيرة من الناس وتترك انطباعا يظل باقيا فى وجدان وذاكرة المشاهدين، لهذا لابد من التصدي لأي محاولات لتوجيه الفنون إلى مستويات ردئية غير هادفة لتزييف الوعي .

إن عملية التنوير الثقافي تحتاج إلى حراك يومي للمجتمع وتطويع جميع المفردات والأدوات الفنية والثقافية لتحقيق التغيير المنشود فى الوعي والسلوك وربط وجدان الأجيال بثقافة مجتمعه

وهذه العملية مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع وتتطلب تضافر أجهزة الإعلام المختلفة لحماية أبنائنا والحفاظ على تراثنا الثقافى هويتنا

فمن خلال الفن نستطيع أن نرسخ القيم الجمالية والأخلاقية فى المجتمع لأن الفن يتفوق على غيره من مصادر تشكيل الوعي الأخرى .

نحن نخوض معركة وعي لابد أن نحارب من أجل إعادة معايير القدوة و الجمال التي أصبحت مشوشة، وإزالة التلوث السمعي والبصرى الذي أحاط بمجتمعنا وأبنائنا من الشباب

لابد أن نعود بفننا إلى الرقي المعهود وكما يقول الكاتب مصطفى محمود : (ان الفن الراقى يقيم معبدا للجمال فى القلب ) .

نستطيع من خلال الفنون المختلفة خاصة الدراما التلفزيونية والسينمائية أن نصحح الكثير من المفاهيم والأفكار المغلوطة، تغيبر مفهوم البطل الشعبى الحقيقى أو الأسطورة، والنماذج الإيجابية فى المجتمع

والإكثار من الأعمال التى تجسد ذلك، فالفن ليس مجرد أداة للتسلية أو الترويج عن النفس، الفن له دور كبير فى بث رسائل التوعية الهادفة وترسيخ القيم والمثل الإنسانية العظيمة

ولاننسي أن الفن دعامة أساسية من اقتصاديات الشعو، فهو سلاح قوي ولكنه سلاح ذو حدين فإما أن يكون أداة للهدم أو أداة للبناء .

أ.د عفاف طلبة / أستاذ البيانو بالكونسرفتوار بأكاديمية الفنون