مشاهد من مولد سيدنا الحسين

مشاهد من مولد سيدنا الحسين


مقال بقلم : سيد بدري

الإثنين - 26 فبراير سنة 2024 | 11:38 مساءً

أسرد لكم اليوم ما عشته من روحانيات في مولد سيدنا الحسين، سيد شباب أهل الجنة، حفيد رسول الله صل الله عليه وسلم، وابن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليهم الصلاة والسلام.

قضيت أيام جميلة وسط محبي آل بيت سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم، فعندما تذهب لمسجد سيدنا الحسين تشعر بروحانيات جميلة وغريبة بل وتعيش إحساس رائع ولا تريد ترك هذا المكان.

تدخل إلى الساحة بعد تطويرها وقد أصبحت تحفة جميلة لعشاق القدوم لزيارة سيد شباب أهل الجنة.

وتدلف إلى المسجد فإذا بجمال الزخارف والأضواء والطراز الإسلامي القديم الذي مازال يحتفظ المسجد برونقه.

ثم تدخل إلى مقام سيدنا الحسين وكم هو جميل هذا المقام بشكله الذهبي اللامع، وعندما ترى المقام تذرف عيناك دون أسباب، فهاهو سيد شباب أهل الجنة يرقد أمامك.

فما بالك أنت يا مسكين وفي الغد القريب ستكون تحت التراب، إحساس ما بعد إحساس، ومن ثم تقرأ الفاتحة لكل من تحب الأحياء منهم والأموات، وتدعو الله بما تريد.

ومن ثم تخرج من المسجد لتسير وسط المحبين في الطرقات لترى العدد الكبير من الأحباب القادمين من قرى الصعيد ليحيوا مولد سيدنا الحسين.

وكلما ذهبت إلى شارع ترى الخدمات التي يقوم بها أحباب آل البيت تكريما لهم، حيث يقوم المحبين بعمل خدمات لخدمة كل المحبين القادمين للزيارة.

وهناك، خدمة مولانا الشيخ محمد أبو النور، والتي تقع خلف مسجد سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب.

ومولانا كما يؤكد مريدوه أنه من السلالة النبوية الحسينية، وله مؤلفات عديدة وآخرها كتاب «العودة من الموت».

وعندما تصعد لخدمة الشيخ محمد أبو النور، تجد في استقبالك المحبين والمريدين، وتجد نفسك وسط صحبة الخير.

وتشعر بروحانيات عظيمة ونسمات إلهية وسكينة نفسية إحساس جميل وشعور براحة نفسية عظيمة.

ويقدم لك المحبين النفحات أو ما يسمها البعض (الاستبارك) وهي وجبات معدة وجاهزة لأحباب آل البيت، ولا ينقطع الذكر والمديح طوال فترة وجودك في الساحة.

وهناك خدمة الشيخ عبدالسلام مصطفي، أحد مشايخ وعلماء أسوان الكبار، والذي يأتي كل عام من أجل خدمة الزائرين والمحبين لآل البيت، ويقدمون لهم المأكل والمشرب، وأيضا أماكن للمبيت فيها.

كما يقدمون وجبة دسمة من الذكر والابتهالات الروحانية لكل من يحضر ويبقى بساحتهم، ويقومون بهذا يوميا حتى إنتهاء مولد سيدنا الحسين.

ومن أروع ما شاهدته، خدمة الدكتور حمدي محمد جاد، استشاري الباطنة والجهاز الهضمي بأسوان، حيث أنه قد اشتري هو وزوجته بيتا بالقرب من مسجد سيدنا الحسين.

وجعلوه مكانا لخدمة أحباب رسول الله صل الله عليه وسلم وآل بيته، وجهزوه بكل الامكانيات لراحة الزائرين لهم.

فعندما تدخل إلى ساحة سيد الشهداء، تجد على يمينك ويسارك أماكن معدة لاستضافة المحبين وتقديم المأكل والمشرب لهم.

كما تجد في أخر الردهة غرفة كبيرة تم تجهيزها لتكون مطبخا كبيرا يعد به الوجبات اليومية التي تقدم لزائري سيدنا الحسين.

والأكثر جمالا عندما تدلف إلى الطابق الثاني، حيث ترى مكانا قد تم اعداده كمضيفة للمحبين، وقد تم تجهيزه ليتم تقديم غذاء روحاني من الابتهالات بقراءة القرآن، الذكر والمدح لرسول الله وآل بيته أجمعين.

وأيضا هناك خدمة الشيخ محمد منصور، والتي تنقسم لأكثر من خدمة في مكان واحد كبير، حيث يأتون إليه كل عام يستقبلون فيه المحبين ويقدمون فيه الذكر والمديح لرسول الله وآل بيته.

وأيضا هناك العديد من الخدمات، مثل خدمة الطريقة الإدريسية، والرفاعية، وأحباب رسول الله.

ما أجمل تلك اللحظات التي تمر سريعا وسط المحبين لآل البيت، إنها من أجمل الأوقات التي يقضيها الواحد منا وسط تلك القامات الكبيرة التي غابت عنا.

ونحن نعيش في أيام صعبة تحتاج لمن يأخذ بيدنا ليخرجنا بل لينقذنا قبل فوات الأوان.