المخرجة شهد أمين: "هجرة" رحلة نسائية عبر الزمن والمملكة
المملكة العربية السعودية - وكالة أنباء إخباري
"هجرة": رؤية المخرجة شهد أمين لرحلة نسائية في قلب المملكة
في حوار حصري أجرته بوابة إخباري مع المخرجة المبدعة شهد أمين، نغوص في أعماق فيلمها المرتقب "هجرة"، العمل الذي استغرق سنوات طويلة من التخطيط والتطوير، ليخرج إلى النور برؤية فنية فريدة تتشابك فيها قصص النساء عبر أجيال مختلفة، مستكشفةً عمق المملكة العربية السعودية ببعديها الثقافي والتاريخي.
- مصر تتابع باهتمام بالغ التطورات في اليمن
- مركز شباب الديمقراط يحتفل بأعياد الطفولة وسط أجواء من البهجة والفرحة
- هدى رمزي: الفن الآن لم يعد مثل زمان وهو يفتقد للعلاقات الأسرية والمبادئ
- Stranger Things: خريف 1987 يستعد للمواجهة الحاسمة ونهاية أسطورية
- محاكمة "الخلية الهيكلية" الإرهابية: 27 متهماً أمام الدائرة الثانية إرهاب
بدأت شهد أمين رحلة صناعة "هجرة" بفكرة بسيطة تدور حول فتاة مفقودة تبحث عنها أختها، وتعود بالزمن لنسخ أولية كُتبت مراراً وتكراراً، دون أن ترى النور. تقول أمين: "كنت أفكر منذ أعوام في فكرة تدور حول بنت مفقودة، تبحث عنها أختها، وكتبت نسخ أولية كثيرة، ولم ينج منها شيء". مع توالي المحاولات، وبنصيحة من المنتج محمد الدراجي، بدأت تتشكل ملامح جديدة للفيلم، ليصبح التركيز على النساء من أجيال مختلفة، وعلى رأسهم شخصية الجدة، وهو ما استقبلته أمين بتردد في البداية، قبل أن تكتشف قدرة هذه الرؤية على إثراء العمل فنياً ودرامياً، وتوجيه الأحداث نحو استكشاف أوسع للمملكة.
لم تتوقف رحلة التطوير عند هذا الحد، فقد أشارت شهد إلى شعورها الدائم بأن هناك شيئاً ينقص الفيلم، حتى احتفظت بمشهدين قويين من كتاباتها السابقة: مشهد ضياع المعتمرين في المدينة، ومشهد صدمة السيارة للجمل. ولدت فكرة ربط أحداث الفيلم بموسم الحج، حيث تبدأ قصة الفيلم باختفاء الفتاة أثناء رحلة الحج، وهو ما فتح الباب لربط الشخصيات بالبعد الروحاني والثقافي للحج، الذي يجذب الناس من كل بقاع العالم للاستقرار في الأراضي المقدسة. ومن هنا، انطلقت فكرة شخصية الجدة، التي جاءت من وسط آسيا لأداء فريضة الحج واستقرت في مكة المكرمة.
التحول الدرامي الأكبر، حسبما تروي أمين، تمثل في جعل الجدة تقرر اللحاق بحفيدتها الهاربة، لتمر بنفس الطريق الذي سلكته قبل سبعين عاماً. أصبح الفيلم حينها يحكي عن فتاتين هاربتين في زمنين مختلفين، كل منهما تبحث عن شكل من أشكال الحرية: الأولى بحثاً عن ممارسة دينها بحرية، والثانية هربت بحثاً عن حريتها الشخصية خارج قيود المجتمع. هذا التوازي أكمل الفيلم، ومنحه بعداً ثقافياً وتاريخياً عميقاً، ليتحول من مجرد قصة بحث عن مفقودة إلى استكشاف لجذور الاختلافات والتحديات التي تواجه المرأة.
في جوهر "هجرة"، تدعو شهد أمين إلى تقبل الاختلافات بين النساء، رافضةً فكرة التركيز المفرط على النساء المعاصرات على حساب تاريخ وقصص من سبقن. تؤكد المخرجة: "أنا أختلف عن ستي في تفكيرها، وهناك شيء يزعجني هو التركيز على النساء المعاصرات وهذا يحدث في كل العالم لا العالم العربي فقط، كأن من كانوا قبلنا غير موجودات وتم محو ذكراهن وقصصهن، وهذه نرجسية كبيرة". وتضيف أن كل جيل له أخطاؤه، ولا يمكن الادعاء بأن جيلنا خالٍ منها.شددت أمين على أهمية فهم الأجيال السابقة وتقبلها، بدلاً من الحكم عليها أو اعتبارها متزمتة. وقالت: "إذا فهمنا (ستي) والصعوبات التي عاشت فيها، هل سنظل نرى أنها متزمتة وعصبية بدون سبب، أم سوف نفهمها ونتقبلها وندرك أنها لا تحتاج للتغيير؟". ترى أن كل شخص جميل بطريقته، وأن لكل امرأة الحق في السعي نحو الحرية والاستقلالية وفقاً لرؤيتها.
وقد تم تصوير الفيلم في مختلف مدن المملكة، وهو ما وصفته شهد بتجربة ممتعة ومليئة بالتحديات. تذكر أيام التحضير والتصوير، والسفر بالسيارة، والإقامة في كرفانات، مؤكدة على حماس فريق العمل والممثلين الذين جعلوا من هذه الرحلة تجربة لا تُنسى.
وعن أبطال العمل، أشادت شهد أمين بأدائهم الاحترافي، مشيرة إلى استعداد الفنان نواف الظفيري للدور، وعلاقتها الوثيقة بالفنانة خيرية نظمي والطفلة لمار. وروت كيف أضافت مشاهد ارتجالية نشأت من تفاعل الممثلين، مثل لعبة بين جنى وأحمد، مما أضفى على الفيلم عفوية وصدقاً، ليخرج كأنه لم يُكتب بالكامل.
اختتمت أمين حوارها بالتعبير عن تطلعها لتقديم أعمال تقليدية، سواء كانت تاريخية أو فانتازيا، مع إقرارها بأن أعمالها تميل دائماً إلى كسر المألوف وتقديم رؤى غير تقليدية.
- هدى رمزي: الفن الآن لم يعد مثل زمان وهو يفتقد للعلاقات الأسرية والمبادئ
- Stranger Things: خريف 1987 يستعد للمواجهة الحاسمة ونهاية أسطورية
- «قبضة الهلالي»: 34 عاماً على أشهر غمزة سينمائية تتربع على عرش الكوميديا الرقمية
- هل يعود Pretty Woman للحياة؟ بوستر مزيف يُشعل حماس الجمهور ويفتح ملف الفيلم من جديد
- إيرادات أفاتار 3 تتجاوز 760 مليون دولار.. ومستقبل السلسلة في مهب الريح!
جدير بالذكر أن الفيلم يشهد مشاركة أسماء لامعة في عالم الفن، وقد سبق طرح ملصقات دعائية فردية لأبطاله قبل عرضه المقرر في 7 يناير.