تعرف علي محطات رغيف الخبز في تاريخ المصريين
بعد عزم الحكومة نزع الدعم عن رغيف العيش

تعرف علي محطات رغيف الخبز في تاريخ المصريين

الخبز
الخبز
الخميس - 30 مايو سنة 2024 | 4:23 صباحاً | ضياء الدين اليماني | | 760 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

الخبز هو الحياة :  الخبز بالنسبة للمصريين هو الحياة ، حتى إنه أصبح جزءاً من المكون الثقافي والفلكلوري لدى المصريين، فلا يكاد يخلو مثلٌ عامي في مصر من ذكر كلمة الخبز أو العيش كما يطلقون عليه، في رمزية واضحة على كون الخبز مرادفاً للحياة أو للبقاء.

من المعتاد أن تسمع شخصاً ينفعل لأن شخصاً آخر أو جهة ما آذته في “أكل عيشه” ، وهو تعبير يُقصد به عمله الذي يتقاضى عنه الدخل الذي يشتري منه خبزاً لأولاده، بينما تجد مثلاً آخر يقول  “عض قلبي ولا تعض رغيفي”.

الخبز في مصر، أو العيش كما يطلق عليه،  ليس مجرد طعام يتم تناوله، بل هو ثقافة وعلاقة ممتدة لعشرات السنوات، فهو بالنسبة للمصريين يمثل الحياة والكرامة.

عرف الشعب المصري العيش أو الخبز منذ عصر الفراعنة، وظهر هذا في الرسومات والمقابر والبرديات الفرعونية، مما بؤكد أهميته في حياتهم 

في العصر الحديث، احتل الخبز مكانة كبيرة لدى المصريين، واهتمت به الحكومات المتعاقبة، ووفرت له ميزانيات لدعمه وتوفيره بأسعار مخفضة للمواطنين فالخبز في حياة المصريين مسألة تمسّ كلّ الطبقات الاجتماعية، والمعاناة في الحصول على الرغيف تجمع بين أبناء الطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة.

وفقاً لتقرير أصدره مركز دعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري في عام 2010، فإن 60% من المصريين كانوا يعتمدون على الخبز المدعم بشكل أساسي، وإن دعم الخبز يساهم في رفع مستوى معيشة الملايين من المصريين، ويحول دون وقوع ملايين منهم في الفقر. وموقع إخباري يرصد رحلة رغيف الخبز المدعم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن : في عام 1941، وتحديدا في فترة الحرب العالمية الثانية، قدمت الحكومة المصرية برنامج دعم للسلع الأساسية ومن بينها الخبز، في محاولة لتوفير الأمن الغذائي للمواطن المصري وحمايته من تداعيات الحرب التي أثرت على العالم بأثره، وتكلف برنامج الدعم في هذا التوقيت نحو مليون جنيه مصري.

المرحلة الثانية من برامج الدعم الحكومي للسلع الغذائية ظهرت في عام 1952، وتحديدا بعد ثورة يوليو 1952، وتوسع مشروع الدعم ليشمل قطاعات عدة والعديد من السلع منها الوقود والصحة والإسكان وغيرها، وظل الخبز في قمة أولويات دعم الحكومة المصرية

في عام 1967، ظهر ما يعرف ببطاقات التموين، والتي كان هدفها توفير السلع للمواطنين في ظل النقص الذي أصاب العديد من السلع بسبب الحرب التي استنزفت موارد الدولة المصرية، وكان العيش أو الخبز في مقدمة اهتمامات الدعم، واستمر الدعم في النمو حتى وصلت قيمته إلى نحو 20 مليون جنيه مصري في عام 1970.

في سبعينيات القرن الماضي، استقر سعر رغيف الخبز في مصر عند نصف قرش (الجنيه = 100 قرش)، حتى قررت الحكومة المصرية رفع سعر رغيف الخبز ليقفز للضعف ويسجل سعر الرغيف قرشا واحدا في عام 1980.

وفي عام 1984، جاءت الزيادة الثانية في سعر رغيف الخبز ليصل إلى قرشين وكان وزن الرغيف وقتها نحو 160 غراما، وفي عام 1988 ارتفع سعر رغيف الخبز إلى نحو 5 قروش، وظل وزن الرغيف ثابتا عند عند 160 غراما.

منذ هذا التوقيت حافظ رغيف الخبز المدعوم من الحكومة المصرية على سعره عند 5 قروش، ولكن التغييرات طالت وزن الرغيف نفسه، في عام 1991 تم تخفيض وزن الرغيف إلى 130 غراما وظل بنفس السعر عند 5 قروش، واستمر الوضع لما يقرب من 23 عاما.

في عام 2014، تم تخفيض وزن رغيف الخبز إلى 120 غراما للرغيف الواحد، وظل محافظا على سعر 5 قروش .  وبعد عامين فقط وتحديدا في عام 2016 ،تسببت تصريحات للرئيس عبد الفتاح السيسي حول حجم دعم الرغيف  إلى تداول أنباء عن نية الحكومة تخفيض دعم الرغيف، وهو ما أثار موجة من الاستياء، ما دفع ”السيسي“ في ديسمبر 2016، إلى التأكيد على أن سعر الرغيف لم يمس ولن يمس رغم الأزمة الاقتصادية”، ولكن رغيف الخبز شهد خفضا جديدا في الوزن إلى 110 غرامات، وظل محافظا على سعر 5 قروش.  وفى يناير 2017، أعلن اللواء محمد علي مصيلحي ، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الدولة ملتزمة بدعم الخبز، وأن سعره ثابت للمواطنين عند مستوى 5 قروش للرغيف، ولن يتغير، على الرغم من ارتفاع تكلفة الوقود وأسعار القمح المحلية والعالمية. وفي يونيو 2017.. ومع تداول التصريحات الحكومية حول إعداد منظومة جديدة للخبز، أعلن المهندس شريف إسماعيل  رئيس مجلس الوزراء فى ذلك الوقت، أن سعر الرغيف المدعم لن يتغير مشددًا على أن منظومة الخبز لا مساس بها وثابتة وكل مكونات الرغيف متوفرة.

وفي يوليو 2017.. أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية ، عن تفاصيل منظومة الخبز الجديدة التي يتم تطبيقها أول شهر أغسطس، والتي تقضي بتحرير سعر الدقيق للمخابز والقمح للمطاحن، فيما تم تثبيت سعر الرغيف للمواطن بـ5 قروش، بينما تم تخفيض حجم رغيف الخبز من 130 جرام إلى 110 جرام.

وفي أغسطس 2017.. أعادت وزارة التموين التأكيد مجددًا على ثبات سعر الرغيف عند 5 قروش وأنه لا نية لديها لرفع السعر.

وفي نوفمبر 2017.. انتشرت أنباء حول تخفيض حصص المخابز من الدقيق المدعم، وهو ما نفاه مجلس الوزراء مؤكدًا ثبات كميات الخبز وسعره، واصفًا رغيف الخبز بالخط الأحمر.

وفي أغسطس 2018 عادت مجددًا التصريحات الحكومية حول تكلفة دعم الرغيف وتأثيرها على موازنة الدولة، إلا أن مجلس الوزراء ورئيس شعبة أصحاب المخابز بالغرفة التجارية أكدا على استمرار دعم الرغيف وعدم تغيير سعره

وفى يوليو 2019.. أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أنه لا زيادة فى سعر الرغيف المدعم، أو السلع التموينية، لأصحاب البطاقات بعد تحريك أسعار الوقود، وأن الوزارة تتحمل فارق أسعار السولار للمخابز حتى يظل سعر الرغيف المدعم ثابت بـ5 قروش للرغيف.

 وفي يونيو 2020.. نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء نية الحكومة رفع سعر الرغيف.

بينما في اغسطس 2020.. أعلنت وزارة التموين البدء بقرار تحديد تكلفة إنتاج جوال الدقيق لأصحاب المخابز مع الالتزام بالمواصفات القياسية لوزن الرغيف البلدي المدعم 90 جرام، بدلاً من 110 جرامات أي بفارق 20 جراما للرغيف الواحد، مع ثبيت سعر الرغيف للمواطن عند 5 قروش لمستحق الدعم .

أول تصريح حكومي برفع الدعم عن رغبف الخبز :  وفي أغسطس 2021 صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي عن نيته لأول مرة رفع الدعم عن الرغيف، وسط تكهنات بإلغاء الدعم كليًا، أو بشكل جزئي،  وجاء ذلك التصريح خلال افتتاحه المدينة الصناعية الغذائية “سايلو فودز” بمدينة السادات، يوم الثلاثاء 3 اغسطس 2021 وقال إن “رغيف العيش أبو 5 صاغ ده جه الوقت ان يزيد ثمنه، عشان مينفعش يبقى 20 رغيف بثمن سيجارة”.

تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان بمثابة انحراف مفاجئ عن خط تصريحات الحكومة على مدار سنوات والتي حرصت على طمأنة الجمهور على أن السعر ثابتًا ولا نية لتغييره.

2024 تحريك سعر الرغيف بعد 36 عاماً من تثبيت سعره :  صرح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء 29 مايو 2024، أن الحكومة سترفع سعر رغيف الخبز المدعوم من 5 قروش إلى 20 قرشاً اعتباراً من يونيو المقبل.

وأوضح مدبولي في مؤتمره الصحفي ،أن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، تواجه ارتفاعاً كبيراً في تكاليف إنتاج الخبز، مما يستدعي هذه الزيادة.

وخلال المؤتمر الصحفي، أكد مدبولي أن سعر الخبز المدعوم لم يتغير منذ 23 عاماً، في حين أن تكاليف إنتاجه ارتفعت بشكل كبير، فتكلفة إنتاج الرغيف تصل إلى 125 قرشاً، بينما يُباع بسعر 5 قروش فقط، ما يعني أن الدولة تتحمل فارقاً يصل إلى 120 قرشاً لكل رغيف، بإجمالي دعم يتجاوز 120 مليار جنيه.

ويستفيد من نظام الخبز المدعوم حوالي 71 مليون مواطن، بينما يستفيد من نظام التموين حوالي 63 مليون مواطن ووفقاً لإعلان رئيس الوزراء، سيبدأ تطبيق سعر الخبز المدعم الجديد اعتباراً من 1 يونيو 2024

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدعم النقدي هو الأنسب لضمان استمراريته، مؤكداً ضرورة وضع خطة تنفيذية لبدء التحول إلى هذا النظام بدءاً من موازنة 2025/2026.

وأكد على أهمية عرض الموضوع بشفافية وتعديل أسعار بعض السلع لتحسين تقديم الدعم للمواطن المصري، وذلك في إطار الحوار الوطني .  

لا توجد أخبار لعرضها.