تعرف على مراتب الصوم

للصوم ثلاثة مراتب هى (صوم العموم، صوم الخصوص، صوم خصوص الخصوص).

1- صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.

ومن آدابه أن لا يمتلئ من الطعام في الليل، بل يأكل بمقدار، فإنه ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن، ومتى شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقية، وكذالك إذا شبع وقت السَحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب من الظهر.

لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور، ثم يفوت المقصود من الصيام بكثرة الأكل، لأن المراد منه أن يذوق طعم الجوع، ويكون تارك للمُشتهى.

فإن أهون الصوم ترك الطعام والشراب" وهو الذى يصومه العموم، ففى الحديث الذى رواه أحمد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر.

2- وأما صوم الخصوص:

فهو كف النظر، واللسان، واليد، والرجل، والسمع، والبصر، وسائر الجوارح عن الآثام، ومن آدابه غض البصر وحفظ اللسان عما يؤذي من كلام محرم أو مكروه أو ما لا يفيد، وحراسة باقي الجوارح، فمن حفظ جوارحه عن المحرمات، فقد أتى بحقيقة الصوم.

فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن عمر رضي الله عنه قال: ليس الصيام من الطعام والشراب وحده، ولكنه من الكذب، والباطل، واللغو، والحلف.

3- وأما صوم خصوص الخصوص:

وهذه هى المرتبة الثالثة، وهي صوم القلب عن الهمم الدنية ، والأفكار الدنيوية، وجمعه بالكلية على الله وحده، فلا شك أنها مرتبة عظيمة لا يصل إليها إلا الموفقون، فإن القلب هو ملك الأعضاء، ومحل التقوى، ومحل نظر الرب سبحانه، وكمال العبادة يكون بجمعه على الله، وإقباله عليه، وقطع الشواغل عنه، فمن حقق الصوم بقلبه وجوارحه، فقد حاز الكمال.

وهذه المراتب موجودة، وصيام الناس متفاوت، وأن على المؤمن أن يحقق الصوم بكل معانيه.

وليس المقصود من ذلك : أن العوام لهم صوم، والخواص لهم صوم، بل الجميع مأمورون بتحقيق أعلى الصوم وأكمله، لكن اقتضت سنة الله تعالى في عباده أنهم متفاوتون في ذلك، كما أنهم متفاوتون في إقامة الصلاة وتحقيق الخشوع فيها.

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم حقيقة الصوم، وأن يجعلنا من المقبولين.

تعرف على مراتب الصوم

أكثر الأخبار زيارة

أخبار مميزة

أكثر الأخبار زيارة من نفس القسم

آخر الأخبار