هل ساعدت الأرض فى تكوين القمر؟

هل ساعدت الأرض فى تكوين القمر؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
الأحد - 19 يناير سنة 2025 | 9:14 مساءً | عبد الفتاح يوسف | | 100 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

أجرى باحثون من جامعة جوتنجن ومعهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي (MPS) دراسة حديثة تكشف عن رؤى جديدة بشأن تكوين القمر وأصل المياه على الأرض، حيث تم تحليل عينات قمرية وبرية باستخدام تقنيات متقدمة. النتائج التي تم الوصول إليها قد تغير العديد من الافتراضات السابقة حول كيفية تكوّن القمر وحصول الأرض على الماء.

نتائج الدراسة: القمر من مادة وشاح الأرض

تُظهر النتائج أن القمر ربما يكون قد تشكل بشكل رئيسي من مادة وشاح الأرض، وهو ما يتناقض مع النظرية القديمة التي كانت تشير إلى أن الكوكب الأولي ثيا، الذي اصطدم بالأرض منذ مليارات السنين، قد أسهم بشكل كبير في تكوين القمر. تشير الدراسة إلى أن النظائر التي تم فحصها من عينات قمرية وأرضية تظهر تشابهًا وثيقًا، خاصة نظير الأكسجين 17، وهو اكتشاف يضعف فرضية ثيا كعنصر رئيسي في تكوين القمر.

التصادم مع ثيا: نظرية جديدة

وفقًا للأستاذ أندرياس باك، المدير الإداري لمركز علوم الأرض بجامعة جوتنجن، فإن التصادمات التي حدثت مع ثيا قد تكون قد تسببت في "إلقاء مادة من وشاح الأرض" نحو الفضاء، مما أدى إلى تكوّن القمر. يشير إلى أن الاصطدام قد يكون شبيهًا بإطلاق قذيفة مدفع معدنية، مما جعل القمر يتشكل من المادة المقذوفة من الأرض، وهو ما يغير تصورنا حول كيفية تشكل القمر.

أصل المياه على الأرض: تحديات للفرضيات التقليدية

واحدة من النتائج المثيرة للجدل الأخرى تتعلق بأصل الماء على الأرض. كانت نظرية الحدث القشرة المتأخرة، التي تفترض أن الماء وصل إلى الأرض بعد تكوّن القمر من خلال تأثيرات نيزكية لاحقة، تعتبر الأكثر قبولًا حتى الآن. ولكن الدراسة الحديثة تدعو إلى إعادة تقييم هذه النظرية، حيث تشير البيانات الجديدة إلى أن المصدر المحتمل للمياه على الأرض قد يكون مرتبطًا بالكوندريتات الإنستاتيتية، وهي نوع من النيازك التي تحتوي على تشابه نظيري مع الأرض وتحتوي على نسبة عالية من الماء.

التحديات للنظريات السابقة

صرحت مايك فيشر، المؤلفة الأولى للدراسة والتي كانت تعمل سابقًا في MPS، بأن التشابه النظيري بين الأرض والقمر يستبعد العديد من أنواع النيازك التي كانت تُعتبر مصادر محتملة للمياه. وبالتالي، يفتح هذا البحث المجال لفهم جديد حول كيفية اكتساب الأرض للمياه، ويطرح فرضية أن الكوندريتات الإنستاتيتية قد تكون قد قدمت مساهمة رئيسية في تزويد الأرض بالماء.

الاستنتاجات

يُعد هذا البحث بمثابة خطوة هامة نحو إعادة تقييم العديد من النظريات القديمة حول تكوين القمر وأصل الماء على الأرض. مع اكتشاف التشابه النظيري بين القمر والأرض، يبدو أن الأرض قد تكون قد اكتسبت الماء بطرق كانت غير متوقعة سابقًا. قد تمثل هذه الدراسة بداية لفهم أعمق حول تكوّن كوكبنا والشروط التي ساعدت في تطور الحياة عليه.