فساد الأخلاق فى الأحياء الشعبية
فساد الأخلاق فى الأحياء الشعبية

فساد الأخلاق فى الأحياء الشعبية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
الإثنين - 18 نوفمبر سنة 2024 | 11:57 مساءً | أسامة حسان هريدى | | 280 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

يعانى اليوم الكثير والكثير وبخاصة فى الإحياء الشعبية من الإزعاج والضوضاء نهاراً وليلاً، فنحن بكل أسف أصبحنا أمام جيل غالبيته فقد القدوة والتربية الصحيحة، وعلى كل ولى أمر أن ينظر فى تربيه أولاده ويصحح تربيتهم وسلوكهم من جديد.

آباء وأمهات تخلواً عن مسئولياتهم فى التربية تجاه أبنائهم وغفل الأب والأم وأولياء الأمور عن أبنائهم فضاعت الأسر وانهارت، فأصبح هؤلاء الأطفال ليس لديهم أى فكرة عن التربية، ضاعت الأسرة وضاع معها كل معانى الحياء والمروءة، وإذا كان إنجاب الأطفال هو اختيار وقرار من الأب والأم من بعد مشيئة الله تعالى، فان تربية هؤلاء الأطفال هو واجب وفرض على الآباء والأمهات.

قديماً تربينا على الذوق والاحترام والقيم والأخلاق والمبادئ الحسنه واحترام الأخر والجيران والشارع وخصوصاً فى الأحياء الشعبية، وكان الكبير فى الشارع يقال له عم فلان، وإذا رأى ذلك الكبير شىء خطأ حدث من طفل فى الشارع، فكان يوجهه ويأمره، ويساهم بدوره فى تربية أولاد غير، ولا يغضب والد ذلك الطفل من تصرف عم فلان.

كان هناك موعد لا نستطيع أن نتخطاه ولا نتعداه فى التأخر خارج المنزل، وكان هناك من يسأل عن سبب تأخرنا بالخارج، وماذا كنا نفعل فى ذلك الوقت، لذلك كان يندر وجود تجاوزات في حقوق الناس، أصبح اليوم الأهل ينامون فى بيوتهم وأطفالهم فى الشوارع إلى اليوم التالى يحدثون ضوضاء وإزعاج للناس ولا يدرون عنهم شيئاً.

اليوم ضاعت القيم والأخلاق وأصبح الآباء والأمهات يتركون أولادهم فى الشوارع يؤذون الناس ويقومون بإزعاجهم نهاراً باللعب فى الشارع والصراخ ، والتحدث بالألفاظ السيئة البذيئة والشتائم التى تصدر منهم لبعضهم البعض، والسفالة فى الكلام وفي الردود، وإيذاء الجيران ناهيك عن الإزعاج والضوضاء وعدم الراحة التى تحدث من الباعة الجائلين ومحلات وورش التى هى مجاورة لك.

ويأتى الليل الذى جعله الله سبحانه وتعالى للراحة والخلود للنوم ويستمر مسلسل الإزعاج ولكن بصورة أشد حيث تدوى وتسمع صدى الصوت لهؤلاء الأطفال ذهابا وعودة ويزداد الضجيج لوقت متأخر من الليل، حيث يكثر اللعب والهزار والتخبيط والشتائم والضحك بصوت عال وقلة الأدب، والجلوس أسفل البلكونات وتحت الشبابيك حيث تكثر أحاديث وغراميات المراهقين بأصواتهم العالية.

وخصوصا للشقق التى توجد فى الأدوار الأرضية حيث عيونهم تكون مصوبة وراشقة فى أسرار وحياة وخصوصيات أصحاب هذه الشقق وكأنهم يجلسون معهم داخل هذه الشقق وحدث ولا حرج، ذلك غير الألفاظ والكلام الخارج، هذا الولد عاكس هذه البنت وهذا واعد هذه البنت وهذا فعل مع هذه البنت وكلام كله قلة أدب وعدم حياء وأشياء مستفزة.

وعندما تتحدث إليهم بأنه يجب عليهم احترام الجيران وحقوق الغير وأن الأصوات العالية وهذه الألفاظ والشتائم لا يجب ولا تصح، وأن هناك أناس كبيرة أصحاب أمراض لا يتحملون الدوشة والضوضاء، وطلبة لديها امتحانات، وأن هناك من يريد النوم والراحة حيث مواعيد عمله مبكراَ صباحاً، كل هؤلاء يحتاجون إلى الراحة، لأن هذا هو الأمر الطبيعى.

تتفاجأ بردود باردة وفى قمة قله الأدب بأن الشارع شارع الحكومة، أناس تركوا أولادهم فى الشوارع يزعجون الناس فى بيوتهم فى أوقات راحتهم وغير أوقات راحتهم ليلاً ونهاراً، أهالى تركت أطفالهم للشارع، فما تنتظر منهم من ردود غير قله الأدب وعدم الاحترام للغير ولمن هم أكبر منهم سناّ.

عندما كان هناك أباء وأمهات يقومون بالتربية نشأ جيل يعرف الأخلاق والقيم وحقوق واحترام الغير، وعندما تخلى الآباء والأمهات عن دورهم فى التربية وتركوا أطفالهم للشارع، نتج عن ذلك أن أفرز للمجتمع جيل لا يعرف أخلاق ولا تربية ولا يعرف حقوق الغير نهائياً.