تأثير الاستعمار علي الاثار العربية و المصرية وسرقتها ولما إستعادتها مستحيله

تأثير الاستعمار علي الاثار العربية و المصرية وسرقتها ولما إستعادتها مستحيله

 تأثير الاستعمار علي الاثار العربية و المصرية  وسرقتها ولما إستع
تأثير الاستعمار علي الاثار العربية و المصرية وسرقتها ولما إستع
الجمعة - 23 فبراير سنة 2024 | 9:35 مساءً | تقرير : عبد الفتاح يوسف | | 457 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

إذا فكرتم بزيارة  باريس ولندن وبرلين وتورينو سترون ان متاحفهم تعرض الكثير من الاثار التي تحركت بفعل تجارة الاثار و الاحتلال للدول القديمه ونهب وسرقات الحروب فهي تمتلئ بكنوز منطقتنا العربية والشرقية وآثارها العتيقة و الثمينة ولا يخلو  متحف من المتاحف العالمية الكبري  من قطع أثرية سُرقت أو نُقلت من العراق أو سوريا أو اليمن أو مصر أو السودان بفضل الاستعمار الفرنسي و البريطاني و بعثاتهم  علي مر التاريخ .

فالحروب كانت ولا تزال هي العدو الاول للمجتمعات البشرية والحضارات  و تعددت الأثار المترتبة عليها وتنوعت من قتل و دمار و اهدار للموارد وتهجير , و في خضام كل ذلك تدمير الحضارات الانسانية الذي يمحي معه سنين و قرون بتحطيم أحد الاثار التاريخية او المعالم الخاصه بحضارة , فسرقة الاثار او إهدارها وتحطيمها ببعض الاحيان هو أكثر خساره للتاريخ الانساني  , فأهمية الأثار التاريخيه و الاجتماعيه والاقتصاديه هي ولا شك اهمية كبري للدول  فتخيل مصر دون ” اهرماتها ومعابدها ” او فرنسا دون برجها” ايفيل “او حتي الهند دون ” تاج محل ” فتلك الاهمية قد تصل لحد اقتصاد الدول ذاتها  كالدول التي تصنف السياحه لديها في مقدمة النشاطات التي تصب في إقتصادها وتبث فيه الحياه .

فمثلا، يستولي اللوفر المتحف العتيق في باريس أكثر من خمسة الاف  قطعة أثار مصرية تعرض في 31 قاعة ، ذلك بالاضافه الي مائة  ألف قطعة أخرى يضعها في مخازنه ومتحف كونفليانس بمدينة ليون يستولي علي اضعاف اضعاف ما استولي عليه اللوفر من كنوز وتحف وآثار عربية وإسلامية ,اما في لندن، فالمتحف الوطني البريطاني يحتوي علي  أثمن الآثار العربية من اليمن ومصر والعراق، وفيه ما يزيد عن 15 ألف مخطوطة عربية من أكبر المجاميع الإسلامية.

الأثار العربية

 

 فبعد حرب العراق علي سبيل المثال  أعلن وزير التربية في الحكومة العراقية محمد أقبال عام 2015 انهم بصدد تأهيل المتاحف العراقية المتضررة  و المتحف الوطني العراقي  بقيمة 5 ملايين دولار  ذلك بعد تم تدمير ونهب العديد من المتاحف و الآثار منذ العام 2003 بعد غزو أمريكا للعراق، حيث  تعرضت مقتنيات  ثمينة وتاريخية كانت مودعة بالمتاحف والقصور الرئاسية التي نهبت هي الاخري و تهريب الآثار التاريخية الموجودة في بلاد الرافدين إلى إسرائيل ، و ”الأرشيف اليهودي العراقي”، الذي اعتبره الإسرائيليون ” إسترجاع جزء من تراثهم اليهود”  وبالطبع لا يشتمل ذلك  تدمير” داعش” مدينتي نمرود والحضر الأثريتين بمحافظة نينوى واللتين يعود تاريخهما لقبل الميلاد ، و تدمير آثار متحف الموصل خلال 2015 .

ورغم اعلان  وزارة السياحة والآثار العراقية عن استرداد 4300 قطعة أثرية تم تهريبها إلى خارج العراق  بعد سيطرة داعش على مناطق واسعة شمال وشرق وغرب العراق ، إلا أن عمليات النهب والسرقة تواصلت بعدها ولم يتم الي الان معرفة  او حصر خسارة الجنس البشري التاريخيه منذ بداية احداث العراق الي وقتنا الحاضر .

في الاثار السورية  و للاسف ” حدث و لا حرج ” فحسب تقارير عام 2012 لخبراء سوريون بالآثار يؤكدون اقتحام متحف حماة ونهب اغلب الأسلحة القديمة الموجودة فيه وتمثالا يعود إلى العصر الآرامي، وإصابة قلعة شيزر بأضرار وتعرض  قلعة المضيق بريف حماة للقصف ، بينما نـُهبت مدينة “إيبلا ” الأثرية “بإدلب” ويبدو إن كنوز سوريا الأثرية المتمثلة في قلاع الصليبيين، والمساجد والكنائس العتيقة، والفسيفساء الرومانية ، والمدن القديمة في الشمال، والمتاحف التي تغص بالآثار و التي لا يوجد لها في الشرق الأوسط اي مثيل تتعرض للابادة علي يد الحرب الدائره هناك  وقد  تم تدمير مايقارب من 60% من اثارا المدن القديمه في السنوات الاخيره  ذلك غير ما تم نهبه منذ زمن طويل وقبل الاحداث السورية الحالية  مثل  تمثال “السيدة من تدمر” وهو تمثال لملكة زنوبيا ، ملكة تدمر التي حكمت مدينة تدمر في القرن الثالث  ق.م  و التمثال الذي يعتبر معلمًا أثريًا دوليًا نادرًا شديد الأهمية , موجود اليوم في متحف باراكو في إيطاليا .

 لماذا لا نستطيع إستعادة أثارنا المصرية  ؟

يبدو ان طرح موضوع إستعادة أثارنا هو موضوع  شائك جداً فمن وضع القوانين الدولية هم  أساساً من  قام بالإستيلاء علي أثارنا المصرية و العربية بل انهم وبدون  اي اهتمام بالرأي العالمي قاموا بوضع قانون يجعل  فكرة عودة الاثار المسلوبه لبلادها الاصليه قبل عام  1970  هو مخالف للقوانين وذلك سبب ان المتاحف لم تعد تقبل قطعا أثرية ليس لها تاريخ موثق يرجع إلى ما قبل عام 1970.

وهو التاريخ الذي حددته جمعية مديري متاحف الفنون، التي تطبق تعليماتها معظم المؤسسات.

ويقال انها  تلك القواعد التي وضعت في عام 2008 قد حازت ترحيبا كبيرا من الدول التي تسعى لاستعادة آثارها وعلماء الآثار الراغبين في دراسة القطع في مواقعها الأصلية.

 

الأمر الذي ورط فيها هواة الاقتناء و الذين يبررون وجود أثار لديهم بأنهم اشتروها بحسن نية منذ عدة سنوات من تجار ذوي سمعة طيبة.

 وكانت قد كشفت إحدى الدراسات أن نحو 100000 قطعة أثرية إغريقية رومانية يملكها مواطنون امريكيون لن تتمكن من الوصول إلى معظم المتاحف بسبب ذلك القانون و الذي جعلهم لن يعيدوها او يسلموها لاي متحف !!!

و قد صرح مراراً  الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق أن  أغلب الاثار المهربة تخرج في الحاويات التي تخرج وبها آثار مقلدة، يتم وضع القطع الأصلية أسفلها، داعيا سلطات الجمارك للتعامل مع الحاويات بحذر و بالتنسيق مع وزارة الآثار وفحص كافة القطع المقلدة بدقة و  أن يكون هناك جهاز أمني خاص لمافيا تهريب الآثار، ويراجع أسماء مقتني القطع الذين يترددون على المزادات، ويزورون العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لعقد الصفقات مع رؤساء صالات المزادات

و لكن  كيف تحولت مصر منذ القدم إلى موقع أثري كبير مستباح علي مر العصور ؟ منذ قديم الازل الاثار المصرية  هي المطمع الاول لكل صائدي الجوائز و الكنوز ولازالت الي الان  محط أنظار العالم ، فمن الصعب ان تزور متحف فى أى مكان بالعالم إلا وتجد به قاعة أو مكان خاص للآثار المصرية التي نهبت و اصبحت ببلادهم عل مر التاريخ ، ليس هذا فحسب بل إن القطع المصرية الأثرية تظل لديهم هي الاكثر طلبا لزوار متاحفهم العريقة .

وفي عصور متعدده كان مستعمري وغزاة مصر يعتبرون اثار مصر و مشغولات الفراعنه الذهبيه هي غنائم حربية لهم في استعمارهم بارض مصر  لهذا ولان مصر مطمعا علي مر التاريخ كما اسلفنا فدوما سنجد اثار مصريه كثيره بكل متحف بالعالم . ولكن ربما تتغير تلك الحقائق قريبا  فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مهتم اهتمام بالغ بالاثار المصرية و كنوز بلادنا واستعادة المنهوب منها ويعمل هو و الحكومه الحاليه علي تغيير القوانين ليسمح له بإستعادة ماهو لنا من جميع انحاء العالم .

لا توجد أخبار لعرضها.