مجمع الألومنيوم بين بوابات الثراء والإهمال

مجمع الألومنيوم بين بوابات الثراء والإهمال

مجمع الألومنيوم
مجمع الألومنيوم
الخميس - 22 فبراير سنة 2024 | 5:48 مساءً | تقرير/ ضياء الدين اليماني | | 477 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

في أقصى جنوب الصعيد ، وبالتحديد في مدينة نجع حمادي التابعة لمحافظة قنا ، تقع إحدى أكبر قلاع الصناعة في الوطن العربي ، شركة مصر للألومنيوم وهي شركة مساهمة مصرية

تعمل في مجال صناعة الألومنيوم، ويعرف مصنعها الرئيسي باسم مجمع الألومنيوم والذي يمثل أكبر قلعة لصناعة الألومنيوم فى العالم العربى والتى تنتج آلاف الأطنان سنويًا

أقيم المجمع عام 1969 لاستغلال الطاقة الكهرومائية التى تولد من السد العالى بأسوان، ويعمل فيه أكثر من 6500 عامل، كما يضم وحدات سكنية للعاملين وذويهم.

معلومات عن مجمع الألومنيوم : . مجمع الألومنيوم يقع فى مدينة نجع حمادى على الظهير الصحراوى وتبلغ مساحته 5000 فدان. . يعد مجمع الألومنيوم من أكبر المصانع فى العالم العربى بقدرة إنتاجية 320 ألف طن سنويًا. . يضم المجمع مساكن لخدمة العاملين ومساحات زراعية، ومدارس ومعاهد ونادى الألومنيوم.. أنشئ المجمع بعد بناء السد العالى بعد توفر الطاقة، حيث يحتاج استخلاص الألومنيوم إلى خام الألومنيوم، الألومنا، البوكسيت، وطاقة كهربائية عالية لعمليه التحليل الكهربى. . يوجد بجانب المصنع محطه تحويل للكهرباء لتزويده بالطاقة اللازمة. . يحتوى المصنع على 252 خلية إنتاج بالمصنع مقسمة على 12 عنبرا ضمن 6 خطوط إنتاج، الخط الواحد يحتوى على 92 خلية بإجمالى طاقة كلية 320 ألف طن ألومنيوم سنويا. . يعمل به ورديات على مدار الأربع والعشرين ساعة فى ظروف قاسية وخاصة فى فصل الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة أمام خلايا ينبعث منها لهيب نيران الصهر. . تقوم شركة مصر للألومنيوم بتصدير نصف إنتاجها تقريبا المنتجات وبنسب متفاوتة تزيد فيها نسبة صادرات بعض الأصناف تامة الصنع على 95%.

ثروات مجمع الألومنيوم بين المطامع والإهمال : شكلت مخلفات الألومنيوم مطمعاً لمحبي المال الحرام ، إذ تباع هذه المخلفات بآلاف الجنيهات ، مما جعلها هدفاً للصوص فهي تجارة رابحة بامتياز

تشكلت على مدى السنوات ما يمكن أن تطلق عليه ” مافيا مخلفات الألومنيوم” وأصبح خبر هجوم اللصوص على أماكن هذه المخلفات خبرا عاديا يتكرر بشكل شبه يومي وخاصة في جنح الظلام ، ولم تستطع الشركة على مدى هذه السنوات أن تمنع هذه الظاهرة الخطيرة.

زيادة الهجمات على ممتلكات الشركة وتذمر عمال الأمن : زادت في الآونة الأخيرة التعديات على ممتلكات الشركة وثرواتها ، ولم يعد الأمر قاصرا على مخلفات الألومنيوم والتي زاد سعرها لأضعاف مضاعفة مع الأزمة الاقتصادية

بل تجاوز الأمر ذلك إلى سرقة الفحم الذي تنتجه الشركة، وسرقة أسلاك الضغط العالي، بل وصل الأمر لسرقة الماشية من مزرعة الشركة مما أدى لاستياء العاملين بالمجمع.

الاعتداء على الأموال يتحول لاعتداء على النفوس :

ليت الأمر على خطورته قد توقف على اعتداء اللصوص على أموال الشركة ، بل تجرأ هؤلاء اللصوص على أفراد الأمن بالشركة ، مما أدى لاستياء أفراد الأمن الذين كتبوا على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي معبرين عن هذه الاستياء

فشكا أحدهم من إهمال إدارة الأمن بالشركة ، وتعنتها مع من ينتقدون ذلك الإهمال بالخصم من حوافزهم المالية ، وتحدث بعضهم عن تقصير الشركة في منحهم صلاحيات تتيح لهم مواجهة لصوص المخلفات 

بل وتركهم فريسة لأهالي هؤلاء اللصوص إن أصيب اللص في مواجهة مع فرد الأمن ، في حين أن اللص قد يعتدي على فرد الأمن ولا يتحرك لإدارة الأمن ساكن.

مناطق السرقة مظلمة خالية من كاميرات المراقبة مع تكرر سرقتها :

من اسوء مظاهر الإهمال المتعمد والذي جعل الكثيرين من عمال المجمع يتهامسون بالسوء من القول ، أن مناطق السرقة المعروفة للجميع والتي تتكرر فيها الهجمات ، مظلمة ليس فيها إضاءة

كما أنها خالية من كاميرات المراقبة ، التي توجد في كل مكان من أماكن المجمع كالنادي الرياضي وحول أسوار الدرفلة بينما تخلو المناطق المستهدفة بالسرقة من سنوات من هذه الكاميرات ، وكأن المسؤول عن ذلك يفتح الطريق للصوص ليدخل آمنا مطمئنا. خاتمة الإهمال إزهاق الأرواح :

إن التطور الخطير الذي أثار ثورة العاملين في المجمع وبخاصة أفراد إدارة الأمن ، استشهاد أحد أخصائيين الأمن على يد تشكيل عصابي

هجم على المجمع كالعادة لسرقة المخلفات ، ولكنهم هذه المرة لم يذهبوا بالأموال فقط ، بل أخذوا معهم روح رب أسرة ، حاول أن يواجه هؤلاء اللصوص ويمنعهم من سرقة ممتلكات الشركة

التي لم تهتم بحمايتها ، فكانت نهايته المأساوية طلقات الرصاص التي استقرت في جسده ليذهب لربه شهيداً ، يشكو الإهمال والتقصير بل وربما التواطؤ على الجريمة ،إنه الشاب محمد عمار أحمد الذي مات برصاصات الغدر وكتب زملاؤه بعد موته يطالبون بإجراءات تحميهم وتخول لهم أداء مهامهم بلا أن يقعوا غارقين في دمائهم على أيدي مافيا سرقة ممتلكات المجمع ، فهل ستستجيب الشركة أم أنها ستنتظر عشرات الضحايا من أبناء المجمع ، ليكون نهايتهم طلقة رصاص من اللصوص وقصاصة عزاء من الشركة.

لا توجد أخبار لعرضها.