لماذا أمرنا الله بغض البصر ولم يأمرنا بغض النظر !؟

لماذا أمرنا الله بغض البصر ولم يأمرنا بغض النظر !؟

الثلاثاء - 26 مارس سنة 2024 | 5:41 مساءً | أسامة حسان | | 519 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

قال الله تعالى في سورة الأعراف

{وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون}

من هذه الآية نلاحظ أن هناك فرق بين (النظر) و (البصر).

فالنظر هو: رؤية الأشياء بدون استخدام العقل ، وبالتالي عدم الإحاطة بالشيء المرئي .

وهذا يحدث معنا كثيراً ، فإنّك ترى شخصا ما ، وَلَو سألك أحدٌ بعد ذلك عن لون قميصه فلا تعرف .. [ هذا هو النّظر ]

أمّا البصر فهو: رؤية الأشياء مع استخدام العقل والتركيز ؛ للإحاطة الكاملة بالشيء المرئي .

ولذلك نحنُ مأمُورون بغض البصر.

ولذلك أيضاً ؛ فإنّه يُمكِنُ النظرُ إلى المرأةِ في حالات كثيرة ومواقف كثيرة نمرُّ بها ؛ إذ لا مَناصَ من ذلك ، ولكن لو زاد النظرُ عن المطلوب وتحرَّكت الأحاسيسُ الفِطريّة فإنَّ النّظر يتحوّلُ إلى بَصَر ، وهُنا يأتي الأمرُ بالغضّ .

قال تعالى: {قل للمؤمنين يَغضُّوا من أبصارهم}

ولذلك أيضا ؛ فإنّا نجِدُ مِن أسماء الله تعالى البصير ولانجد من اسماءه الناظر

قال تعالى: {إنه كان بعباده خبيراً بصيراً}

فالبصر أقوى وأعمق وأشمل من النظر ، واللهُ بصيرٌ ؛ أيْ يُحيطُ بكلّ شؤون عِبادِه مِن الداخل والخارج .

ولاحظ معي مدى دِقّةَ نظام كلمات القرآن ، فعندما يأمرُنا الله تعالى بالتدبُّرِ فى خَلقه ؛

فإنّه يأمرنا [ بالنظر لا بالبصر ]

فيقول سبحانه وتعالى

{أفلا ينظرون إلى الإبل}

{أفلا ينظرون إلى السماء}

{فلينظر الإنسان مما خلق}

فى كل هذه الآيات استخدم النظر ، لأن هذه الآيات معجزة ولا يستطيع أحدٌ الإحاطةَ بها والإلمام بمكوناتها ، فالنظر هنا أَوْلى من البصر.

فسُبحانك ربّي ما أعظمك

لا توجد أخبار لعرضها.