الدكتورة عفاف طلبة.. سندريلا الثقافة والفنون

الدكتورة عفاف طلبة.. سندريلا الثقافة والفنون

الخميس - 14 مارس سنة 2024 | 11:03 مساءً | أسامة حسان | | 840 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

بقلم: د. سليمان جادو شعيب

 

   من الشخصيات المصرية الرائعة، التي تبهر الجميع بما تتسم به من إبداع وتميز ورقي أخلاقي، فهي مصرية حتى النخاع، تعشق تراب مصر، فمصر أم الدنيا معشوقتها وجنتها الوارفة.

 

   إنها الأستاذة الدكتورة القديرة عفاف أحمد علي طلبة، الأستاذ بقسم البيانو بالكونسرفتوار بأكاديمية الفنون، ودار الأوبرا المصرية، ومؤسس ملتقى الثقافة الأفريقي بالقاهرة.

 

   الدكتورة عفاف طلبة، إحدى قامات العمل الشعبي، سفيرة الحب والجمال، وسفيرة مصر في كل بلدان العالم العربي والغربي والأفريقي، تلبي كل الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية التي تتلقاها دائماً من سفارات وجاليات كل الدول في مصر، وهي دائماً تعمل بدأب على استمرار التواصل الاجتماعي والإنساني والثقافي بين أبناء مصر وأبناء القارة السمراء قارة أفريقيا، وتعبر في آخر رسائلها، بقولها في فخر واعتزاز: (مصرية أفريقية وأفتخر).

 

   من مواليد نيودلهي بالهند عام 1967م، إلا أنها تفتخر جداً بمصريتها، وترفض في إباء أي جنسية أخري مهما كانت؛ لأنها فخورة بانتمائها لبلدها الحبيبة مصر، وتقول دائماً: " لو لم أكن مصرية لوددت أن أكون مصرية"، الفخر الحقيقي هو جنسية بلدي (مصر) أم الدنيا حاضنة الشعوب، أرض أجدادي، أرض الأمجاد والحضارة.

 

   وهي تقول: لماذا عندنا عقدة الخواجة؟!.. نحن نملك تراثاً لا يوجد في العالم، لغتنا العربية الجميلة، أكلاتنا الشعبية، موسيقانا، أشعارنا، فنانين وفنانات مبدعين ومبدعات، أزيائنا التراثية، حضارتنا، إنتاجنا الإبداعي في كل المجالات، هويتنا الثقافية.

 

   الدكتورة عفاف حصلت على العديد من الشهادات العلمية العليا بدرجة ممتاز، وأبرزها درجة الدكتوراه تخصص بيانو بتقدير مرتبة الشرف الأولى عام 2007، كما حصلت على العديد من الدورات التدريبية في علوم الحاسبات الإلكترونية، وإعداد المعلم الجامعي، ودورة حاسب آلي من جامعة القاهرة2005م، ودورتين إحداهما دورة استراتيجية وأمن قومي، والأخرى دورة أزمات وتفاوض بكلية الدفاع الوطني- أكاديمية ناصر العسكرية 2007م.

 

   كما حصلت على العديد من العضويات واللجان بجمعية الشباب الموسيقى، ونقابة المهن الموسيقية، والجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والاحصاء والتشريع، واتيليه القاهرة، كما أنها عضو فاعل في كثير من اللجان المختلفة، بالإضافة إلى أنها تقلدت أمانة المرأة لحزب المحافظين بالجيزة سابقاً.

 

   وشاركت في العديد من المناسبات والحفلات التي أقيمت بالمسرح الصغير والجامعة الأمريكية، وجمعية الشباب الموسيقى، وقاعة سيد درويش ومسرح الجمهورية، والمركز الثقافي الروسي، وقاعة أبوبكر عزت لعدة سنوات.

 

   شاركت فى الملتقى الثقافى الشهرى بنادى طلعت حرب ٢٠٢٤ (دور الموسيقى فى الإرتقاء بالذوق وتهذيب السلوك والأخلاق) وشهادة تقدير ودرع التكريم ، تكريم من صالون ٧٧ الثقافى بالقاهرة (جنوب السودان) لدعمها الدائم لقضايا الثقافة والوطن والتواصل بين الشعوب) والكثير من الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة عن التراث الشعبى والفنون والموسيقى كقوة ناعمة للتواصل بين الشعوب.

 

   كما شاركت الدكتورة عفاف بالعديد من الأبحاث العلمية في مجلة فكر وإبداع، ومجلة الفن المعاصر، ونشرت لها عدة مقالات بمجلد ثقافة الطفل (العدد 49) الصادر عن المركز القومي لثقافة الطفل، ومقالات أخرى نشرت في مجلات الهلال، والإذاعة والتلفزيون، والعديد من المقالات المجتمعية والوطنية والفنية والثقافية في أكثر من صحيفة ورقية وإلكترونية.

 

   كما أنها تدير الكثير من الندوات والفعاليات الفنية والثقافية المصرية والإفريقية والأسيوية والمشاركة فيها بأماكن مختلفة، مثل: مركز طلعت حرب الثقافي، ودار الكتب والوثائق القومية، واتيليه القاهرة، وغيرها.

 

   نالت الدكتورة عفاف العديد من الدروع وشهادات الشكر والتقدير من الجهات التالية: كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية 2007، ومن مهرجان أفريقيا في عيون الفنان الدولي 2017، و أكاديمية فيوتشر للتنمية البشرية والتطوير 2017، والمركز العربي للوعي بالقانون بجامعة الدول العربية 2019، والمركز القومي لثقافة الطفل في فعاليات معرض الكتاب 2020، ودار الأوبرا المصرية، وفرقة فان ايولديت رام للثقافة والتراث بمصر، ورابطة طلاب الرنك(ج. جنوب السودان) بمصر، ومؤتمر (ترياق النجاة) الأول لدعم مرضى السرطان 2023، وصالون الشاعرة اللبنانية تغريد فياض، ونالت شهادة أفضل شخصية لعام 2020 من الأكاديمية الدولية للفنون والإعلام.

 

   شاركت أيضاً في مناقشة رواية (ثورة هاميس) للأستاذ الدكتور حسن البنداري الذي أقيم باتيليه القاهرة أكتوبر2020، وفي الندوة التي أقيمت بقسم اللغة العربية بكلية البنات بجامعة عين شمس، بعنوان: " حسن بنداري بين الإبداع والترجمة"، وفي حفل توقيع رواية (عفاف) للكاتب الدكتور سعد توفيق باتيليه القاهرة 2020م.

 

   أسست "ملتقى الثقافة الأفريقي"؛ لتدعيم عملية التواصل من خلال الثقافة والفنون؛ لأن الثقافة هي محور العقل البشري مهمته التواصل والتعارف والتلاقي في نقاط مشتركة والتعرف على ثقافات وفنون الدول المختلفة مما يؤدي ويزيد من أواصر التعاون بينهم.

 

   فهي تسعى إلى التواصل بين الشعوب، ولها الكثير من اللقاءات مع كبار المسؤولين وسفراء الدول، مع السودان وإندونيسيا والسنغال ومالي وجنوب السودان وإثيوبيا وغينيا وتايلاند والهند، وإريتريا....إلخ.

 

   وقد لقبها الجمهور في كل مكان بلقب "سندريلا الثقافة"، و شعارها في الحياة " كن كما تريد أنت وليس كما يريد الآخرون"، فهي اجتازت كل الصعوبات التي واجهتها واستطاعت تحقيق حلمها وهدفها الذي وضعته منذ البداية أن تكون كما تريد وليس كما يريد أحد، وفي نفس الوقت حققت حلم والدتها بحصولها على بكالوريوس التجارة تخصص إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.

  

هذا بالإضافة إلى نجاحها في مجالات أخرى اجتماعية، ثقافية، سياسية، وعلى المستوى المحلي والإفريقي، والتواصل بين الشعوب، حيث تعلمت من رحلة كفاحها في الحياة والعثرات التي كانت تواجهها في كل وقت.

 

   وترى أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وأن الحياة مليئة بالتحديات المستمرة فإياك من الإحباط وفقد الأمل.. وكن متفائلاً بأن هناك دائماً بارقة أمل في غد أفضل، وهذا بالطبع نابع من كونك مؤمناً قوياً..وأن الإيمان والثقة فيما تفعله، فهما سندك الحقيقي في هذه الحياة.

 

   الدكتورة عفاف تدق جرس إنذار، بأن الثقافة والفنون قضية ومعركة أمن قومي، بل هي خط الدفاع الأول في قضايا الوطن، والمواطنة في مفهوم الأمن القومي لا تقتصر فقط في عالمنا المعاصر المليء بالتحديات على حماية حدود الدولة وأمنها الداخلي من خلال سلسلة من الإجراءات العسكرية والأمنية، فالأمن القومي الآن أصبح له آفاق أخرى لا تقل أهمية عن تلك الأطر والتي تلعب دوراً محورياً في تأمين مسيرة أي مجتمع وتحدد مدى قدرته على مواجهة التحديات وترسم له حاضره ومستقبله.

 

   وتؤكد على أنه لا بد من تمهيد المناخ الثقافي لإعادة صياغة الوجدان المصري، فالثقافة والفنون ليست ترفاً بل ضرورة حياتية ووسيلة فاعلة للتواصل بين الشعوب ينبغي أن توفرها جميع الدول، خاصةً بلادنا الساعية للتنمية والتقدم.

 

   كما تؤكد الدكتورة القديرة عفاف أن الفن جزء من التربية الوجدانية، وهي البعد الغائب في نظامنا التعليمي، حيث أن العملية التعليمية لا تتكامل إلا وتدريس الفن أحد روافدها، كما أن الممارسة الفنية تعد مدخلاً مهماً للتفكير يساعد على بناء شخصية قادرة على التعبير بشكل سليم، ومن ثم تشكيل الشخصية القادرة على إصدار الأحكام والقرارات.

 

لا توجد أخبار لعرضها.