يارب قضاؤك ﻛﻠﻪ ﺧﻴﺮ

يارب قضاؤك ﻛﻠﻪ ﺧﻴﺮ

السبت - 9 مارس سنة 2024 | 8:07 مساءً | أسامة حسان | | 191 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

   ﻣﺎلت ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣ ﻛﺜﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ فاقترح ﺭﺑﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ يتم ﺭﻣﻲ بعض ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤ، ﻓﺄﺟﻤﻌﺍ ﺃﻥ يتم ﺭﻣﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺃحد ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺜﻴﺓ ، ﻓﺈﻋﺘﺽ ﺍﻟﺘﺎﺟ

ﻓﺜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ.

 

   ﻭﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﺟ جديد ﻭﻣﺴﺘﻀﻌﻒ ﺗﺄﻣﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺭﻣﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤ ﻭﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺃﻛﻤﻠﻃﺮ، ﺃخذت ﺍﻷﻣﺍﺝ ﺑﺎﻟﺘﺎﺟ ﻭﺃلقت ﺑﻪ ﻋﻠﻰ شاطئ ﺟﺓ ﻣﻬﺠﺭﺓ .

 

   ﺳقط ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭطلب ﻣ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﻧﺔ، ﻣﺕ عدة ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺟ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺠ ﻭﻳﺸﺏ ﻣ جدول ﻣﻴﺎﻩ قريب .. ﻭﻳﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﺥ ﺻﻐﻴ ﺑﻨﺎﻩ ﻣ ﺃﻋﺍﺩ ﺍﻟﺸﺠ، ولكن هبت ﺭﻳﺢ ﻗﻳﺔ ﻭﺣملت ﻣﻌﻬﺎ بعض ﺃﻋﺍﺩ ﺍﻟخشب ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻭﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻨﻪ ﺇﺷﺘﻌﻞ ﻛﺧﻪ.

 

ﺥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎﺭﺏ .. ؟

 

   ﺣﺘﻰ هذا ﺍﻟﻜﺥ ﺍلذى ﻳﻭﻳﻨﻲ ﺍﺣﺘﻕ ﻭ ﻧﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺟ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻭﻫ ﺟﺎﺋﻊ ﻣ شدة ﺍﻟﺤ.

 

   ﻟﻜ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻛانت ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ بانتظاره .. ﺇﺫ ﻭﺟ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﻘﺘﺏ ﻣ ﺍﻟﺠﺓ ﻭﺗُﻨﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﺭﺑﺎً ﺻﻐﻴﺍً ﻹﻧﻘﺎﺫﻩ ، ﺳﺄﻟﻬ ﻛﻴﻒ ﻋﺍ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺄﺟﺎﺑ ، ﻟقد ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺩﺧﺎﻧﺎً ﻓﻌﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﺎ يطلب ﺍﻟﻨجدة ﻹﻧﻘﺎﺫﻩ ﻓﺠﺌﻨﺎﻙ، ﻭﺃﺧﺒﻭﻩ ﺑﺄﻥ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻟ ﺗﺼﻞ ﻭغرقت فى ﺍﻟﺒﺤ !

 

   فسجد التاجر وهو يبكى ويقول: «الحمد لله.. يارب قضاؤك كله خير»، فكن على يقين أن لك رَّبٍّا رَّحِيمٍا، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ، ويعطيك ما هو خير لك، ويمنع عنك ما يضرك، فالخيرة دائما فيما اختاره الله و ﺇﺫﺍ ﺳﺎﺀﺕ ﻇﺮوفك ﻓﻼ تقنت ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ  وليس عليك إلا أن تقول الحمد لله رب العالمين.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

   عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له.

                                                               رواه مسلم

 

   إن أصابته ضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيرا له. وإن أصابته سراء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل، شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل، فيشكر الله فيكون خيرا له.

لا توجد أخبار لعرضها.