التسرع في الاختيار واتخاذ القرار سبب رئيسي للطلاق المبكر
التسرع في الاختيار واتخاذ القرار سبب رئيسي للطلاق المبكر

التسرع في الاختيار واتخاذ القرار سبب رئيسي للطلاق المبكر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
01-01-1970 00:00 | ولاء عرابي | | 28 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

 





بقلم الإعلامية / ولاء عرابي 



 



 يعتقد البعض بأن قطار الزواج فاتهم، فأنه يلحقون به بالإرتباط بأى أحد يعتقدون بأنه يصلح شريك حياة ويتسرعون في الزواج رغبة في الإنجاب والتخلص من نظرات البعض لهم والأسئلة المحرجة التي تطرح عليهم عن سبب تأخرهم عن الزواج، لذلك يسيئون اختيار شركاء حياتهم. 



أغلب الناس ينظرون إلى الجانب السطحي للأمور، يهتمون بالأشياء المؤقتة أكثر من المستدامة، ولا يفكرون خارج الصندوق.... قبل أن نبحث عن أسباب زيادة نسب الطلاق، لابد وأن نسأل أنفسنا: لماذا يتنافس الناس ويتسرعون في اختياراتهم لشركاء الحياة؟



قبل أن نجيب على هذا السؤال، علينا أن ندرك جيدًا أن الزواج ليس هدفًا يدل على نجاح الشخص، وإنما وسيلة قد يحقق الشخص الكثير من النجاحات من خلالها.... ففكرة التسارع والتنافس من أجل إعلان تحقيق هدف الزواج ليست هي المراد من فكرة أو مشروع  الزواج... الناجح الذي يحقق التوازن النفسي والفكري والإشباع العاطفي والجسدي أعمق من مجرد التسرع لإتمامه.... ويعتمد بالكلية على الشخص المناسب الذي يستحق أن نتقاسم معه كل ما نملك من أشياء مادية ومعنوية.





اختيار شريك الحياة ليس أمرًا سهلًا؛ لأن الرجل العاقل يجب أن يختار أمًّا لأولاده قبل أن يختار لنفسه زوجة، وكذلك المرأة العاقلة يجب أن تختار أبًا لأبنائها قبل أن تختار زوجًا، بعيدا عن الإنجاب من عدمه، المقصود النضوج الفكري الذي يهيئ كل طرف أن يكون مسئولا.... الشهوة والجمال لا يستمران للأبد؛ فجمال المرأة لا يظل كما هو مع التقدم في العمر، وكذلك فحولة الرجل لا تظل كما هي مع التقدم في العمر.... الشيء الوحيد الذي يبقى هو الحب، ويتجلى  في مسكة يد عندما تعجز الأقدام والأجساد عن الحركة.... فقبل أن ننظر إلى الزواج على أنه هدف يأتي بعده الحب، علينا أن ننظر إليه كوسيلة لتتويج الحب الذي ينمو مع مرور الزمن.



المودة والرحمة أساس العلاقة الزوجية؛ لأن كل طرف يجد في الآخر سكنًا، أي أمنًا وأمانًا وطمأنينة: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم: 21).... إن وجدت المودة، تأتي بعدها الرحمة؛ بمعنى آخر، إن وجد الحب، تأتي بعده التنازلات.... لو لم يوجد الحب أو على الأقل القبول والإعجاب في العلاقة الزوجية أو في مرحلة ما قبل الزواج، لن يستطيع أي طرف أن يرحم الآخر بالتنازل عن أخطائه؛ لأن العلاقة ستكون أشبه بالمحاكمة التي يحاكم ويحاسب فيها كل طرف الآخر.



والآن نجيب على السؤال:  لماذا يتنافس الناس ويتسرعون في اختياراتهم لشركاء الحياة؟.... أغلب أسباب التنافس تكون نفسيةكالشخص الذي يتباهى بحسن اختياره الخاص أمام الأهل والمعارف والأصدقاء من وجهة نظره.... أما التسرع، فيكون بسبب الخوف من الوحدة، والتقدم في العمر دون إنجاب أبناء يكونون سندًا وعونًا عند المرض والظروف الصعبة.... وهناك العكس؛ أشخاص يرفضون الزواج لأسباب نفسية، كالخوف من تقلبات المعيشة والتحديات الاقتصادية المستقبلية، والخوف من المسؤولية تجاه الزوجة والأبناء.



علينا أن ندرك جيدًا أن الزواج رزق ونصيب مقدر، حتى لو كان اختيار شريك الحياة بإرادة كاملة وحرة من الإنسان؛ فاختياراتنا كبشر ما هي إلا أقدار مكتوبة بعلم الله الأزلي.... قد يأتي هذا الرزق لأشخاص وقد لا يأتي لآخرين، وقد يأتي مبكرًا لبعض الناس ومتأخرًا عند آخرين.... لذلك، علينا ألا نضع أنفسنا تحت ضغط نفسي، سواء بالتسرع الذي يفشل العلاقة فيما بعد أو بالنفور الذي يضع العراقيل في بداية العلاقة.