آخر الأخبار
لازالت  الإحتفالات تتوالى بصحة السنبلاوين فرحاً بتجديد الثقة بمديرها العام  ||  تعيين اللواء صبري صالح عزب مديرًا لأمن سوهاج  ||  نعى وفاة أخو الصحفى محمد عبدالوهاب - عامر عبدالوهاب أمين شرطة بإدارة التهرب الضريبي   ||  بعد نجاحها في لم الشمل الفلسطينى .. مبادرة صينية لإنهاء الحرب  ||  عدد كبير من القتلي بسبب انهيارات ارضية في أثيوبيا   ||  سبب طرد محمد الشيبي من مباراة الاهلي و بيراميدز ورد فعله الغريب.....  ||  تعرفي على طرق تحمير الطعام على طريقة غربية  ||  انسي التعب.. طريقة سحرية لإزالة بقع الطماطم من السجاد! لن يبقى أي أثر!!  ||  حلويات اليوم.. أسهل طريقة لعمل كيك الشكولاته في المنزل  ||  أسهل طريقة لعمل السلمون المشوي بزيت الزيتون في المنزل  ||  حيلة ذكية لإزالة السواد العالق بفواصل السيراميك ستدهشك  ||  اسهل طريقة مبتكرة لقلي الفلافل دون أن تتشرب ولا نقطة زيت  ||  طريقة عمل البطاطس المهروسة المحشية الكريسبى السريعة  ||  إليك هذه الحيلة الذكية لمنع تشكل الوبر على الملابس  ||  وفاء عامر تكشف حقيقة استبعاد منة فضالي لها من أحد الأعمال الفنية.. وتبكي  || 

أحا

2024-02-24 12:56:00 عدد مشاهدات:44
ضياء الدين اليماني
 
طباعة
ضياء الدين اليماني

قال الشاعر الأمريكي ” تشارلز سيميك ” : ” ثمة لحظات في الحياة تصرخ طلباً للشتيمة الحقيقية ، حيث يفرض الشعور العميق بالعدالة الضرورة المطلقة لكي نشنع بأفظ لغةٍ ممكنة ، أن نهزأ ، أن نصب ‍الشتائم ، أن ننثرها و أن نغلظ القول . ”

هذه اللحظات التي تحدث عنها ” تشارلز سيميك” لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال أقل من تلك اللحظات التي نحياها ؛ هذه اللحظات التي لا تملك فيها إلا أن تصرخ بأشنع الألفاظ وأقذع الكلمات ؛ وتحاول أن تضبط لسانك ؛ تكبح مقود نفسك لتروض جموحھا متوسلا بتراث أمة لا نھایة له من الدین والحكمة والثقافة والفلسفة والأدب، فتأبى عليك المشاهد المتكررة في وطنك وخارجه إلا أن ينفلت لسانك بأحط الألفاظ ؛ لأنها ببساطة عنوان كل ما تشاهده عيناك.

اعجبني حوار الإعلامي الساخر ” باسم يوسف” مع الإعلامي البريطاني ‘ بيرس مورجان ” الذي اختصر فيه ‘ باسم ” جرائم ذلك العالم الذي يدعي التحضر في كلمة من ثلاثة حروف ؛ هي أبلغ ما يرد به على هذا العالم ” أح…..” . قد تستثيرك الكلمة ؛ قد تخدش حياءك ؛ قد تراها غير لائقة أن تقع على أسماع ملايين البشر ؛ لكنها في الحقيقة ؛ المعبرة عن كل ما يخالف عقلك ؛ ويوجع ضميرك ؛ مما تراه وتسمعه من تصرفات ذلك العالم الوقح.

لا أخفي على القاريء أن مثل هذه الكلمات ؛ قد ينفجر بها لساني كلما رأيت كم الجرائم التي ترتكب في حقنا ليلا ونهارا ؛ هذه الجرائم التي جعلتني كلما حاولت الكتابة ؛ تدافعت المشاعر والكلمات والدموع حتى تفیض مشاعري، ویغص حلقي، وتغرورق عیناي، فلا أجد تنفيساعن الغیظ: والغضب سوى أن أنحى عمرا من الكلمات لأھتف في ھمس كظیم بكلمة ” أح..”

نعم..لو أنصف القلم لانكسر ؛ ولو أحس الورق لاحترق ؛ وإلا فكیف أكتب عن الأحداث المروعة التي نعیشھا، فیسیل المداد من القلم كما یسیل في كل مرة، وتسود الصفحات بنمنمات السن المعدني، كأن دماء في ذات اللحظة لا تسیل، ورؤوسا بشریة یتراھن أبناء الأفاعي علیھا، فیكسب الرھان من یقتل اثنین في أقل من دقیقة ، ویكسب الرھان من یجعل مخ الضحیة یتناثر على كل أنحاء غرفته بقصف مجرم على بيته. لطالما حاولت الھروب من مواجھة القلم لأكتب، فالكتابة أحیانا عھر .لأن الكلمة إن لم تقترن بالفعل فقد ولدت سفاحاً ؛ وأنا المقيد العاجز عن الفعل . تأملت كثيراً في واقعنا سواء داخل وطننا الصغير أو خارجه في ذلك الوطن الكبير ؛ فلم أجد أكثر تعبيراً عن حالنا سوى مثل هذه الكلمة ” أح…” تقولها عندما ترى هذه الأسعار التي اشتعلت نيرانها في أسواقنا بلا رقيب ولا حسيب ؛ تقولها عندما ترى تجار القوت يتلاعبون بنا كما يتلاعب الصبية بالكرة ؛ تقولها عندما ترى آلاف الأسر قد كشف عنها غطاء الستر ؛ فراحت تستجدي وتسأل ؛ تقولها كلما سمعت جوقة المنافقين ؛ الذين لا يكفون عن التهليل والتطبيل في السراء والضراء ؛ ترى كل ذلك وغيره فلا تتمالك نفسك فتجدك تقول : ” أح…”

وتخرج للوطن الكبير فترى دماء إخوانك في العروبة ؛ تسيل كل لحظة ؛ تقصف بيوتهم ؛ ومشافيهم ؛ ومخابزهم ؛ وتجمعاتهم ؛ فلا تسمع إلا شجبا وتنديدا فينطق لسانك ” أح…” ترى انقلاب العالم على إنسانيته ومبادئه ؛ وما يدعيه من تحضر ؛ فتراه يعنف المظلوم ؛ ويساند الظالم ؛ ولا يلتفت لجرائمه ؛ يرى جرح إصبع الظالم لكنه يتعامى عن قطع رقبة المظلوم فينطق لسانك ” أح..” لا تؤاخذني عزيزي القارئ ؛ ولا تتهمني بقبح المنطق وفحش اللسان ؛ وتأمل جيداً ما نعانيه وما تقاسيه أوطاننا وأمتنا من وراءها ؛ وصدقني لن تقول بعدها إلا ” أح….”

شارك