سمير غانم.. أيقونة الكوميديا وصانع البهجة في قلوب الملايين

سمير غانم.. أيقونة الكوميديا وصانع البهجة في قلوب الملايين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
الأحد - 2 فبراير سنة 2025 | 12:41 صباحاً | عبد الفتاح يوسف | | 303 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

يعد الفنان سمير غانم واحدًا من أبرز رموز الكوميديا في مصر والعالم العربي، ترك بصمته الخاصة في عالم الفن من خلال أعمال خالدة تجاوزت حدود الزمن. بخفة ظله وأدائه المميز، استطاع أن يرسم الضحكة على وجوه الأجيال المتعاقبة، ليصبح اسمًا محفورًا في ذاكرة المسرح والتلفزيون والسينما.

البدايات الفنية:

وُلد سمير غانم في 15 نوفمبر 1937 بمحافظة أسيوط، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية. بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي كعضو في فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" إلى جانب جورج سيدهم والضيف أحمد. تميز الثلاثي بأسلوبهم الساخر والمبتكر، حيث قدموا عروضًا موسيقية واستعراضية وكوميدية نالت شهرة واسعة.

بعد وفاة الضيف أحمد في عام 1970، واصل سمير غانم مسيرته الفنية مع جورج سيدهم قبل أن ينطلق منفردًا في تقديم مسرحيات وأعمال تلفزيونية وسينمائية ناجحة. من أبرز مسرحياته "المتزوجون" و"أهلاً يا دكتور"، حيث أظهر قدرته الفائقة على إضحاك الجمهور من خلال مواقف كوميدية بسيطة وأداء عفوي.

شخصية فطوطة وأعمال رمضان:

في الثمانينيات، ابتكر سمير غانم شخصية "فطوطة" الشهيرة من خلال فوازير رمضان، والتي حصدت نجاحًا منقطع النظير. جسد شخصية الطفل الصغير بمظهره الفريد وملابسه الخضراء المميزة، ليصبح رمزًا من رموز البرامج الرمضانية التي أحبها الأطفال والكبار على حد سواء.

لم يقتصر تألق سمير غانم على الكوميديا فقط، بل استطاع أن يقدم شخصيات متنوعة بين السينما والمسرح والتلفزيون. شارك في أفلام مثل "البعض يذهب للمأذون مرتين" و"تسوقي بدون بضاعة"، بالإضافة إلى مسلسلات ناجحة كـ"لهفة" و"في اللا لا لاند".

الحياة الشخصية:

تزوج سمير غانم من الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، وشكلا معًا ثنائيًا محببًا للجمهور. أنجبا ابنتين، دنيا وإيمي سمير غانم، اللتين واصلتَا مسيرة والديهما في عالم الفن.

الرحيل والإرث الفني:

توفي سمير غانم في 20 مايو 2021 بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني الذي أثرى الفن العربي. ترك إرثًا عظيمًا من الأعمال التي ستظل خالدة في ذاكرة الجمهور، حيث يظل صوته وضحكته مصدر سعادة لكل من يشاهد أعماله.

سيظل سمير غانم رمزًا للبهجة وصانعًا للضحكة الخالدة. لم يكن مجرد فنان عابر، بل كان مدرسة في الكوميديا وروحًا تملأ الحياة خفةً وسعادةً، سيظل يعيش في قلوب جمهوره رغم غيابه الجسدي.