5 أزمات تصيب رجال الأعمال الأمريكيين بالرعب من المستقبل
تقرير : عبد الفتاح يوسف

كثيراً هي القرارات والمواقف التي اتخذت منذ تولي دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اغلبها تصب في صالح أمريكا في الظاهر ولكنها بالغالب ما هددت وجودها التاريخي في صناعة القرار الدولي .
فجميع القرارات التي اتخذت في الشق الاقتصادي والعلاقات التجارية بين أمريكا ودول أخري كثيرا ما جعلت رجال الأعمال الأمريكيين يصابون بالرعب والتهديد لمصالحهم مع تلك الدول خلال المستقبل القريب وكانت القرارات الأخيرة والتي تسببت في حركة سوق المال الأمريكي وأسعار السلع الأساسية هي الأقوى تأثيراً أيضا في علاقات الولايات المتحدة مع تلك الدول في المستقبل .
الأزمة الفلسطينية
قرار غير مبرر سوي أن يكون ترضية للوبي اليهودي بالولايات المتحدة قام دونالد ترامب بإعلانه وهو قرار نقل السفارة الامريكيه للقدس معلنا إنها عاصمة إسرائيل متحديا بذلك كل الشعوب الإسلامية والعربية .
فبعد تأسيس دولة إسرائيل المزعومة ، عارضت أمريكا إعلان إسرائيل القدس كعاصمة لها في 1949 وعارضت أيضا خطة الأردن لجعل القدس عاصمة ثانية أعلنت في عام 1950 كما عارضت الولايات المتحدة ضم إسرائيل للقدس الشرقية بعد حرب 1967 , و حافظت الإدارات اللاحقة على نفس السياسة التي تؤكد أن مستقبل القدس لن يكون موضع نقاش إلا من جميع الأطراف .
لهذا تحركت عيون العالم عل من يحاول العبث في مقدرات الشعوب المتفق عليها مسبقاً وبقرار تم اتخاذه بشكل وكأنه ملك علي العالم وليس رئيسا لدولة واحده .
الأزمة الصينية
وقد صرح ” أنجيل جوريا ” الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في البرازيل مؤخراً إن تصاعد الأزمة التجارية بين أمريكا والصين ذا أمر مقلق للغاية وأكد انه لا مصلحة لأحد فيما يحدث وانه وضع قد يخسر الجميع فيه , وأننا نتحدث هنا عن أكبر بلدين تجاريين في العالم ، وذلك بعدما تبادلت البلدان فرض رسوم جمركية على واردات قيمتها 50 مليار دولار.
في حين صرحت أيضا المتحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية أنه من الضروري أن تبدأ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حوار من أجل تجنب نشوب صراع تجاري.
وكانت الصين قد قامت بالرد على خطط واشنطن التي تهدف إلي فرض رسوم جمركية على واردات قادمة من الصين يصل حجمها إلى 50 مليار دولار بفرض قائمة من الرسوم المماثلة على واردات مهمة تأتي من الولايات المتحدة وبينها فول الصويا والويسكي والكيماويات والطائرات والسيارات.
ومع اشتداد الصراع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية و ” التنين الصيني ” بدأت مخاوف رجال الأعمال الأمريكيين من التغيرات القادمة وتأثيرها علي شركاتهم وصفقاتهم التجارية بعدما أكددت شكوكهم بخطورة القرارات بتهاوي الأسهم الأمريكية الأمر الذي دفع المؤشرات الثلاثة الرئيسية في بورصة وول ستريت إلى أكبر هبوط في يوم واحد مؤخراً ، والذي كان رد فعل عنيف بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية بقيمة تصل إلى 60 مليار دولار .
ويقضي القرار الذي تم إصدارة باتخاذ خطوات تبدو عقابية بحق واردات الصين , بناء على البند الـ301 من قانون التجارة الأمريكي ، بحجة سرقة الصين التكنولوجيا والملكية الفكرية الأمريكية, حيث توعد البيت الأبيض بتقديم شكوى بالمخالفات الصينية إلى منظمة التجارة العالمية.
الأزمة الكندية
وفي جانب أخر أصرت السلطات الكندية علي تقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية تتهم فيها أمريكا بانتهاك قواعد التجارة الدولية في 20 ديسمبر الماضي , وتستهدف الشكوى ممارسات أمريكية تتعلق بالتعريفات الجمركية المفروضة مؤخراً , ذلك مع نزاعات قائمه مسبقاً حول قضايا مثل منتجات الألبان ومبيعات الطائرات والأخشاب بين البلدين رغم تشارك الدولتان بجهود لإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية “نافتا” .
ورغم إن مندوب الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية صرح إن الشكوى التي تقدمت بها كندا هي هجوم غير مبرر على نظام التجارة الأمريكي”، و قال أيضا أن “كل الاتهامات الكندية هي كاذبة شكلا ومضموناً و تقلل من ثقة الولايات المتحدة في التزام كندا بأي اتفاقات متبادلة بينهم مستقبلاً .
كما صرح وزير التجارة الأمريكي ” ويلبور روس ” عن ثقته في موقف بلاده الرابح في أي قضية تحكيم دولي .
كما علق وزير التجارة الكندي بعدها قائلا إن أي تعريفات أو حصص أمريكية على الصلب الكندي ستكون “غير مقبولة“.
أزمة البترو كوين
رغم أن البترو كوين هي عملة افتراضيه أصدرتها “كراكس” بفنزويلا هي حزام أمان يجذب دولة فنزويلا بعيدا عن عقوبات إدارة الرئيس الأمريكي ” دونالد ترمب “على فنزويلا بعد أن نزع نظام مادورو برلمان بلاده الذي تسيطر عليه المعارضة ، وبسبب ذلك تتهم أمريكا الرئيس الاشتراكي بترسيخ الديكتاتورية لحكم البلاد، إلا أن أمريكا هي أكبر مستورد للنفط الفنزويلي مما جعل الشأن الفنزويلي هام بالنسبة للولايات المتحدة ومستثمريها في قطاع النفط .
أيضا ً إطلاق فنزويلا رسميا عملة إلكترونية افتراضية تحت مسمى “بترو”، وتعرض 38.4 مليون وحدة منها في عملية بيع خاصة وقد حُدد سعر العملة منها بستين دولارا على أساس سعر برميل النفط الخام والذي سجل في منتصف يناير الماضي مما يبدوا انه يعرض قيمة الدولار الأمريكي للخطر و حذرت وزارة الخزانة الأمريكية من أن فنزويلا قد تنتهك بذلك العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
أزمة الاتحاد الأوربي
إن الاتحاد الأوربي قد يكون هو القشة التي قسمت ظهر البعير فقد توعد الاتحاد الألماني للصلب بإجراءات مضادة تتسق مع قواعد منظمة التجارة العالمية للرد على القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب والألمنيوم والتي وصفها بأنها “تدخل سافر” لحماية الصناعة الأمريكية.
وأن قرار دونالد ترامب قرار ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية وكان قد صرح رئيس الاتحاد “هانز يورجن كيرخوف” أن الولايات المتحدة تقيم حاجزا جمركيا لحماية نفسها من واردات الصلب من مختلف أرجاء العالم في مخالفة واضحة لقواعد منظمة التجارة العالمية وان الاتحاد الأوروبي يتعين عليه أن يتحرك ضد الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الأدوات القانونية التي تتيحها منظمة التجارة العالمية .