
مصدر بالمرور: القيادة المبكرة والحركات البهلوانية وراء حوادث الموتوسيكلات
أكد مصدر مسؤول بالمرور، ان القيادة المبكرة لوسائل المواصلات، باتت تشكل ظاهرة سلبية تهدد حياة الناس، وخاصة الموتوسيكلات التي تمثل نسبة حوادثها 30 % من حوادث السير، لأنها تسير بشكل غير قانونى وبدون رخصة قيادة، وأغلب الحوادث ناتجة من السرعة الزائدة والحركات البهلوانية المنتشرة بصورة كبيرة جداً، بسبب ثقافة بعض المواطنين وعدم التزامهم بأدب القيادة وتعليمات المرور.
وما يزيد الأمر تعقيدًا، ظاهرة قيادة الموتوسيكلات لدي الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر، فهم فى كل مكان، بالشوارع الرئيسية والجانبية، بل وعلى الخطوط السريعة، لا يعرفون شيئا عن معايير الأمان على الطريق، أو أساليب السلامة، ويشكلون سببا رئيسيا فى حوادث الطرق، وأحد أهم الأسباب التى تسبب التوتر للمارة أو قائدى المركبات على مدار اليوم.
ويعود إنتشار هذه الظاهرة إلى أسباب عدة، أبرزها عدم اهتمام الأسر الغنية التي عادة تقوم بتوفير الدراجات لأبنائها كنوع من التشجيع أو الدلال وغيرها، بالإضافة إلى فقر بعض الأسر والتي تضطر إلى السماح لأبنائها بقيادة التروسيكلات والتكاتك والمركبات كوسيلة لتوفير لقمة العيش، وأسباب أخرى كثيرة.
هذه الظاهرة يتحمل مسئوليتها بدرجة رئيسية أولياء أمور أولئك الأطفال، والذين تركوا لأبنائهم زمام هذا الأمر بدافع التشجيع أو لكسب قوت العائلة دون أن يدركوا خطورة ما يقدم عليه أطفالهم الذين لم يصلوا بعد إلي امتلاك القدرات الجسمانية والعقلية والنفسية، والتي من شأنها ان تمكنهم من قيادة وسائل المواصلات بطريقة صحيحة، الأمر الذي يجعلهم في مواجهة مباشرة مع الحوادث المرورية.
قائدي الموتوسيكلات، يتسللون وسط الزحام، يتحركون دون أن يحاسبهم أحد، يصعدون الأرصفة ولا يعتدون بالمارة أو حرم الطريق، لا يهتمون من يسير، طفل كان أو شيخ أو مريض، لو وقعت حادثة ستجدهم أول من يفر، أو أكثر من يرددون الشتائم، أغلبهم يسير دون لوحات معدنية، لا يعرفون مدلول الإشارات المرورية.
وتُعد حوادث الموتوسيكلات فى مصر من أخطر أنواع حوادث الطرق، بسبب تأثيرها المباشر على أجساد ركابها، وتزيد بشكل لافت فى مواسم الأعياد والأفراح، بسبب الحركات البهلوانية التى يقوم بها الصبية والشبان أمام مواكب حفلات الزفاف، خاصة بالمناطق التى تختفى فيها الرقابة المرورية تماماً، وتتسبب الإصابات الخطيرة فى حدوث إعاقات دائمة، أو سقوط عدد كبير من الضحايا بسبب السرعة المفرطة، أو التهور أو الاستعراض.
وتكون حوادث الموتوسيكلات أخطر من حوادث السيارات، لأنها وسائل غير محمية، ويكون قائد الدراجة معرضاً للإصابة فى كل أجزاء الجسم، فأغلب سائقى الموتوسيكلات لا يرتدون خوذات الرأس الواقية، ولا يلتزمون بتعليمات المرور، وإصابتهم تكون خطيرة جداً إن لم تؤد إلى الوفاة فى الحال.
نحتاج إلى ضوابط حقيقية لمواجهة آفة “الموتوسيكل” من الشوارع، وتقنين أوضاعه ووضع رقابة صارمة على بيعه والتحرك من خلاله، وسحب كل ماهو غير مرخص منه، وأيضًا فرض عقوبات صارمة علي من هم دون السن القانونية، حتى نتمكن من ضبط الشارع وتقليل الحوادث، والحفاظ على الطرق والأرصفة من العبث الذى تتعرض له، نحن نحتاج بشدة إلى كل هذه الخطوات بصورة عاجلة، فالدراجات النارية باتت أشد خطورة لأنها تسير فى كل الشوارع دون ضوابط أو قيود.