محمد صقر يكتب: انظروا إليهم

بقلم: محمد صقر
في ثالث أيام عيد الفطر المبارك تسرني تهانيكم قائلا لكم : – “كل عام و أنتم بخير ” وتقبلوا بالغ التهاني و وافر التحية والتقدير وبعد فجئت أرفع في طيات هذه المقالة المتواضعة لافتة من نور و سيسطع نورها في قادم السطور.
لقد لفت انتباهي و حاز إعجابي مؤخرا العديد من الشخصيات المرموقة والرموز البارزة والمعروفة لدى المجتمع المصري، ولتكن ضربة البداية عند فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وما يعجبني في هذا الرجل هو كونه بعيدا كل البعد عن القيل والقال و التفهات، وكونه لا يخشى في الحق لومة لائم.
و يأتي من بعده مستشاره المستشار محمد عبدالسلام، وذلك لأنه ينقل الحقائق إلى مشيخة الأزهر الشريف، وعليه فإن الصورة تصل كاملة إلى الطيب من خلاله.
وكذلك نجم ليڤربول الإنجليزي وقائد المنتخب الوطني محمد صلاح، الذي له نصيب الأسد من محبة الناس والذي نضجت شخصيته بشكل ملحوظ بعد مسيرة احترافية حافلة بالنجاحات في القارة العجوز، وكذلك الأمر فهو بعيد كل البعد عما لا يليق و يشبه في ذلك شيخ الأزهر الشريف، وأؤيد صدق كلامي أنه وقتما يحدث ما يسمى “بانفجار التريند”، نجد أن أغلب الفنانين ولاعبي كرة القدم و المشاهير بصفة عامة كلا يدلي بدلوه في حين أنه لم يكن لصلاح أي تعقيب على ذلك ويكأن شيئا لم يكن، أي أنه يرى أنها أمور لا تستحق الحديث عنها بعد.
والأجمل من ذلك أن صلاح بطبعه شخص لا يتحدث كثيرا، وهي نقطة من نقاط عدة ساهمت وبشكل كبير في صناعة اسمه وشهرته ونجاحه، وعن نفسي أوجه له التحية و التقدير و أرفع له القبعة عليها.
و السبب في أن صلاح ينأى بنفسه عن الحديث في أمور شتى، هو أنه يرى أن هناك بعض الأحداث لا جدوى وراء الكلام عنها أو ربما يعتبرها تفاهة، ودعونا نقول أنها لا تعتبر تفاهة بل هي بالفعل تفاهة، وإن أردنا أن نعطي المسألة نصابا فهو مجرد إلهاء للرأي العام، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن ما يشغل بال كثيرين لم يكن ليشغل بال صلاح بسهولة، مما قد بين لي ولكم أنه ليس من السهل أن يعير هذا الرجل اهتماما لأي أمر إلا إذا كان يستحق، وتلك هي سمة لا بد وأن يتسم بها كل من يتبوأ مكانة في مجتمعه فضلا عن تدينه و عن مساهماته الخيرية منقطعة النظير.
ويأتي من بعد صلاح رفيق دربه النجم محمد النني، لاعب أرسنال الإنجليزي ومنتخب مصر، والذي يحق لنا وصفه بالملتزم مثل رفيق دربه صلاح دينيا و أخلاقيا ويشبهه في كثير من الأمور، وأجمل ما آراه في النني أنه يعمل في صمت و لا يرد عن أية انتقادات توجه إليه بل لا يلتفت إليها مجرد الالتفات.
كما أنه بعيد كل البعد عما لا يليق أيضا و لكنه لا يمنعني ذلك من وصف النني بأنه مظلوم إعلاميا، وهي نقطة يلام عليها الإعلام فالنني رمز مصري يشاد به ومحل للفخر ولا يقل أبدا عن محمد صلاح، ومن قبل هذا وذاك فهو إنسان خلوق له مني ومنا جميعا كل الاحترام و التقدير.
كما يحظى بإعجابي أيضا الأديب و الروائي الدكتور عصام يوسف، نجل الراحل العظيم عبدالتواب يوسف، وصاحب فكرة برنامج العباقرة و مقدمه، وهذا البرنامج وحده قد فاق الوصف وتابعته لفترة غير قليلة عن كثب مما قد جعلني أتمنى رؤية هذا الرجل و أمثاله ذات يوم من الأيام في منصب وزير للثقافة أو وزير التربية و التعليم .
كما أحترم بشدة الإعلامي دمث الخلق الدكتور عمرو ممدوح الليثي، مقدم برنامج “واحد من الناس”، وهي تسمية في محلها فهو فعلا يقدمه واحد من الناس، كما يمتاز الليثي بأدبه الجم وعلمه و ثقافته ولباقته وفكره المتحضر وأخلاقياته، كما أن البرنامج ذاته يعد محاكاة للواقع.
وأجمل ما في الليثي هو الوازع الديني لديه و هو الأهم صراحة فكل هذا و أكثر مع الدكتور عمرو ممدوح الليثي و هو ما يثبت و يبرهن على صدق كلامي و هو أنه واحد من الناس بالفعل وأن “واحد من الناس” هو اسم على مسمى للبرنامج.
وأضيف أنه قد حظي بإعجابي أيضا الأستاذ الدكتور معوض الخولي، أستاذ فيزياء الجوامد ورئيس جامعة المنصورة الجديدة الأهلية، والذي تحدثت عنه سابقا في أكثر من مرة وعنه فقد عرفته مؤلفا لكتيب شباب بلا مشاكل قبل أن أعرفه رئيسا لجامعة المنصورة الجديدة الأهلية.
ومن الجدير بالذكر أن الكتيب ناقش قضايا مهمة للغاية تشغل بال المراهقين و الشباب كما زاد ثنائي على هذا الرجل بعد أن رأيت أن جامعة المنصورة الجديدة الذي يرأسها تعمل على قدم وساق و تعد هي الأكثر نشاطا مقارنة ببقية الجامعات الأهلية والخاصة.
فسامحوني الأمر ليس على ما يرام في التعليم الجامعي المدفوع بصفة عامة إذ أنه هناك مزيد من التهاون و التراخي مع الطلاب و الطالبات بحكم أنه تعليم خاص و التمسوا لي العذر لصراحتي، كما زاد احترامي لشخصه بعد رفضه الجلوس على كرسي المحافظة و كذلك على كرسي الوزارة و انشغاله فقط بكونه رجل أكاديمي و رؤيته أنه يصلح فقط ليرأس جامعة أو ليدير مؤسسة تعليمية، وأن هذا هو أقصى جهده بإمكانه أن يبذله و هي رؤية صحيحة مملوءة بالزهد و الحكمة النابعة من عقل مفكر راجح.
وعلى الأغلب فإنه من أكثر ما يعجبني في الدكتور معوض الخولي، رفضه أيضا للظهور إعلاميا بكثرة و هي ميزة حبذا إن توافرت في الشخصيات العامة لأنه كلما كثر كلامك كثر خطأك، و حتى لا يؤخذ عليك فتلك هي قاعدة ثابتة الأساس لدى البروفيسور الخولي الذي يتميز بأنه لين الجانب، وهي كناية مني عن صفة التواضع وهادئ الطباع، لذلك فهو كفء في عمله و مبدع فكما يقال : – “عقل الهادئ لا يهدأ”، ناهيكم عن نجاحه أكاديميا و هي واضحة وضوح الشمس أمام أعين الجميع وكذلك إداريا و عنوان نجاحه الإداري يتمثل في انضباط العمل والأداء داخل جامعة المنصورة الجديدة الذي يرأسها.
وإلى هنا جمهورنا الحبيب يكون قد حان الوقت لنسدل الستار على مسرح الحديث، وقبل أن نسدله أود أن أقول: أنه إن كان هناك من يتواجد في الحدث وإن كان هناك من يتابع الحدث فإنه هناك أيضا هؤلاء، وهم الذين يصنعون الحدث فانظروا إليهم، وعليه فهنيئا لمن يملك كلامه قبل أن يملكه كلامه وخير ختام لهذا المقام هو قول الله تعالى – بسم الله الرحمن الرحيم – : – (ختامها مسك و في ذلك فليتنافس المتنافسون) – صدق الله العظيم – سائلين المولى – عز و جل – أن تجمعنا سطور جديدة إن شاء الرحمن وإن كانت في العمر بقية.