البروفيسور عبد الناصر توفيق مصر وروسيا في تعاون علمي فريد

كتبت / ولاء عرابي

 

في الإسبوع الماضي أنهى البروفيسور عبدالناصر توفيق رحلة علمية إطلع فيها علي ما تم إنجازه من مراحل بناء المصادم الأيوني الخاص بالمعهد المشترك للأبحاث النووية والذي يقع بالقرب من العاصمة الروسية موسكو.

وتنبع أهمية هذا المصادم من أنه يقدم إجابه لسؤال التطور العلمي اللازم لدراسة المواد النووية في المستقبل القريب. ولتوضيح هذه الفكرة نذكر أن أكبر المصادمات الحالية يقع في مركز سيرن للأبحاث النووية بالقرب من مدينة جينيف السويسرية.

منذ أن ساهم هذا المصادم الهادروني الكبير في إكتشاف جسيم هيجر قبل عقد كامل لم يستطع طوال عشرة أعوام أن يقدم إكتشافا علميا جديدا. ويرى بعض الخبراء أن هذا العقم العلمي سيلازمه إلى الأبد. ويعتقد بعض العلماء أن مجرد تطوير المصادم الهادروني الكبير بإتجاه تكبيره أو تضخيمه أو زيادة طاقته لن يحل هذه المعضلة, بل قد يزيد من شدتها.

من الناحية الأخرى فقد أثبتت الأعوام العشرة الماضية أن الحاجة ماسة جدا لإقتراح تطوير يقوم علي فلسفة علمية جديدة.

المصادم الأيونية الروسي يمثل الحل الذي يقوم علي فلسفة علمية مغايرة تختلف عن فلسفة المصادم الهادروني الكبير.

خلال الزيارة الأخيرة للمعهد المشترك للأبحاث النووية شاهد البروفيسور توفيق أن المشروع الذي يتبناه الإتحاد الروسي قد قطع أشواطا واسعة, وأن الظروف الجيوسياسية المتمثلة في الحرب في أوكرانيا وما تبعها من مقاطعة غربية لم تؤثر علي خطط بناء هذا الممصادم العملاق.

وتتمثل الفلسفة الجديدة في تقليل الحجم وأيضا في تقليل الطاقة مع زيادة الكفائة لأقصى درجة والإعتناء بدقة القياسات المعملية بحيث يصبح التشغيل غير مرهق إقتصاديا.

أما من الناحية العلمية فسيغطي هذا المصادم العبقري منطقة شديدة الأهمية العلمية. هذه المنطقة تمتاز بالحرارة المتوسطة من ناحية, ومن الناحية الأخري بالكثافة المرتفعة. وهي منطقة ستكون مليئة بالأكتشافات العلمية المرموقة.

لعب البروفيسور عبدالناصر توفيق رئيس المركز المصري للفيزياء النظرية دورا كبيرا في تطوير هذا المصادم وأيضا في إدماج مصر
ضمن هذا المشروع العلمي العملاق. ويتمثل ذلك في أربعة مجالات

المجال الأول, وهو المجال الأكاديمية البحثي. فقد شارك البروفيسور عبدالناصر توفيق بورقتين بحثيتين ضمن الكتاب الأبيض
والذي صدر قبل عقد كامل. الكتاب الأبيض لأي مصادم يحتوي علي المقترحات والنظريات والتوقعات والتنبؤات العلمية التي
سيتم إختبارها في هذا المصادم عندما يتم تشغيله

المجال الثاني تمثل في إقناع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية بالمساهمة في تطوير هذا المشروع العلمي ذلك أنه سيمثل أفضل طريقة لنقل التكنولوجيا ولتدريب شباب الباحثين وﻹدماج العلماء المصريين في مشروع علمي عملاق. وقد توجت هذه المجهودات بتوقيع الأكاديمية علي بروتوكول مع المعهد المشترك للأبحاث النووية يوضح مجالات التعاون العلمية دعما لهذا المشروع العلمي العملاق. كان ذلك في العام 2012

المجال الثالث تمثل في تكوين فريق علمية مصري بقيادة المركز المصري للفيزياء النظرية ويتمثل أيضا في تدريب أعضائه وفي الإشتراك مع العلماء والخبراء الروس في تطوير بعض مكونات هذا المصادم الأيوني. استمر هذا التعاون لمدة أربعة أعوام.

حتي تمكنت الأيادي الخبيثة والنفوس الوضيعة في إبعاد الفريق المصري حقدا وحسدا. وذلك من خلال وضع العراقيل أمام إستمرار الفريق المصري في القيام بهذا الجهد العلمي وفى منعه من أداء هذا النشاط الوطني. وتمثل ذلك فى سحب التمويل المتاح وعدم الموافقة علي أي مشروع عملي جديد يهدف لتمويل الأبحاث العلمية ذات الصلة

المجال الرابع ويتمثل في المحافظة علي المواهب العلمية المصرية من الإندثار جراء ما إقترفته الأيدي الخبيثة. الطريق الوحيد لذلك لن يكون إلا من خلال تبني تدخلات مبتكرة للمحافظة علي الخبرات وعلي المواهب المكتسبة. وليس هناك إلا آلية وحيدة تتمثل في توظيف الخبرات والمواهب التي تم الحصول عليها وتكوينها من خلال إستثمارات علمية كبيرة في أنشطة علمية شبيهه. وقد نجح البروفيسور عبد الناصر توفيق في دمج فريقه العلمي في مشاريع علمية ذات صله.

بقي أن نذكر أن مصادرنا الصحفية قد أطلعتنا على أن عودة البروفيسور توفيق لزيارة روسيا لم تكن لترى النور إلا من خلال تدخلات بذلها العلماء الروس وذلك أنهم طلبوا أن يكون التعاون فقط من خلال البروفيسور عبدالناصر رئيس المركز المصري للفيزياء النظرية. ما يتمناه الغيورون علي المكانة الدولية لمصر هو أن يتم إبعاد قوى الظلام وطيور الفساد عن المشهد العلمي, وأن يتصدر العلماء الحقيقيون المشهد العلمي ولل ينازعهم فيه منازع

موقع البروفيسر توفيق

https://www.facebook.com/AbdelNasserTawfikOffical/

للتواصل مع البروفيسور توفيق

a.tawfik@fue.edu.eg

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى