مقالات الرأي

الأخلاق في نظر كانط

بقلم : الداعية محمد سيد صالح 

كل ما نراه في عالمنا هذا أو ما هو خارجه ليس طيباً لذاته، إنما طيباً للإرادة الطيبة التي تؤثر فيه وتُكسبه صفة الطيب.

مثلاً: كل ما يتعلق بالعقل من مواهب تتصل بالتفكير والذكاء، وكل ما يتعلق بالطبع من صفاتٍ كالشجاعة أو العزم قد ينحرف عن طريقه إن لم تكن إرادة صاحبه طيبة، فمن الممكن أن يستخدم الإنسان ذكاءه في النصب والإحتيال، وقد يستخدم الشجاعة فى الإقبال على فعلٍ فاسد.

وكذا ما يتصل بالحظ لدى الإنسان من قوة وثروة وصحة وراحة وقناعة، إن لم يكن أمرهم بحضرة الإرادة الطيبة التي تضبطها لانحرف بهم صاحبهم، فقد يستخدم قوته وثروته في ظلم الضعفاء وقهرهم.

وما يراه كانط بلا شكٍ صواب، وفي الحقيقة أن نظرة كانط حول ميتافيزيقيا الأخلاق لا ينضبط ولا يتفق مع الفكر الإلحادي المادي، فياترى ما الدافع المادي الذي قد يدفع المُلحد نحو الإرادة الطيبة؟! يستحيل أن نجد إجابة، أما مع الإيمان بالله سبحانه يستقيم هذا المفهوم حق الإستقامة.

فالله عز وجل قد هدانا النجدين أي الطريقين ” طريق الخير والحق، وطريق الشر والباطل”، والإختيار بينهما يكون بواسطة الإرادة التي ركبها الله سبحانه في الإنسان، فإن كانت إرادة الإنسان طيبة، سلك بها طريق الخير، وإن كانت إرادته خبيثة، لسلك بها طريق الشر. والمؤمن الذي يعتقد بوجود خالقٍ ويعتقد أن إليه المآل، و بين يديه الثواب والعقاب، حتماً سيعتمد على الإرادة الطيبة لتكون درباً يصل بها إلى الجنة، وبهذا الفكر وهذه الإرادة يقل الشر فى الحياة ويزداد الأمن والأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى